رفضت لجنة سكرتارية الشئون الاقتصادية بالاتحاد العام لنقابات عمال مصر الدعوة للإضراب العام والعصيان المدني الذي دعا إليه البعض السبت 11 فبراير الحالي، مؤكدة أن هذه الدعوة فى هذا الوقت تؤدى الى أضرار شديدة بالمصالح العليا للوطن وتخدم الثورة المضادة وقد تؤدى - رغم حسن النوايا - الى مصاعب وارتباك فى مسيرة الثورة. وناشدت اللجنة - فى بيان لها - جميع عمال مصر عدم الانصياع وراء الدعوات الباطلة التي تحث على الفوضى داخل المجتمع والإضرار بمصالح الوطنية وهو ما يتعارض مع القيم والأخلاق الإنسانية والأعراف السماوية السمجاء، مطالبة بضبط النفس حتى نعبر جميعاً بمصر الى بر الأمان كما طالبت الحركات السياسية والثوار الوطنيين بالوقوف أمام كل من تسول له نفسه بالإضرار بمصالح الوطن. وأضافت أن الشعب المصري استطاع بثورته إسقاط الطغيان فى 25 يناير من العام الماضي وطالب بالحرية ورغيف العيش والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية وكل هذا لن يتحقق إلا بالتنمية وإعمار الوطن والتأكيد على مبادئ التنمية الشاملة، مشيرة الى انه بعد مرور عام من الثورة المليء بالاعتصامات والاحتجاجات والإضرابات والأحداث الجسيمة وسقوط الشهداء والمصابين من خيرة أبناء الوطن لا احد من الساسة الجدد أو الساسة المتحولين التفت الى خطورة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية أو الأمن المفقود، وما زال الاهتمام الأعظم على منصب الملف السياسي والتصارع حول الأنصبة من كعكة الحكم. وأشارت الى أن ثورة 25 يناير انحازت لمبدأ العدالة الاجتماعية ورغم مرور عام عليها، فإن الفجوة ما زالت متسعة بين أهم مطالب الثورة وعدم القدرة على تحقيق هذا الإنجاز بسبب الصراعات السياسية وعدم وعى الأطراف الفاعلة فى المجتمع بان العدالة الاجتماعية مرهون تحقيقها بشكل مباشر على ارض الواقع بالتقدم الاقتصادي وليس بالعصيان المدني وبالبناء والعمل وليس بالصراع والتشاحن، مشيرة الى أن التجربة على مدار العام الماضي تجعلنا نحذر من خطر الشعارات الجذابة التى تأتى من خارج إطار البرامج المنضبطة والمتفق عليها والتي تشعرنا دائما بالمرارة. وطالبت اللجنة سكرتارية الشئون الاقتصادية الجميع بأن يشارك فى بناء مصر وإذا كانت الضرورة تفرض الخلافات فى الرؤى والتوجهات علينا أن نفعل ذلك بشكل حضاري وان نختلف ونحن نشارك جميعاً فى بناء الوطن وننزع من التربة المصرية بذور ثورة الجياع وان نقطع الأصابع الخبيثة الآثمة ومسلسلها التخريبي فى ربوع مصر سواء كانت هذه الأصابع داخلية أو خارجية.