شهد الجميع أن الأحوال الجوية فى سماء مصر، يوم الأربعاء الموافق 8 يناير 2014، والذى شهد الجلسة الثانية من محاكمة الرئيس السابق محمد مرسى، فى أحداث قصر الاتحادية، كانت مستقرة ولم يكن بها ما يمنع حركة سير النقل سواء كانت برية أو جوية، بالعكس من ذلك فجأت الجهات الأمنية، الجميع بمنع نقل مرسى من مقر محبسه بسجن برج العرب، بسبب سوء الأحوال الجوية، وهو ما استدعى من قاضى المحاكمة بتأجيل القضية لجسلة 1 فبراير المقبل. فى ظل الظروف الأمنية التى تشهدها البلاد من أعمال عنف وشغب مستمر، وتردد أنباء عن تورط العديد من جهات مختلفة، فى عدد من القضايا المتهم فيها الرئيس السابق، وياتى على رأسها وأهمها قضية "التخابر"، لم يكن قرار التأجيل وتعذر نقله من محبسه، قرارًا "عاديًا" كغيره، فعندما تترد أسماء قيادات وتنظيمات دولية، بالإضافة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فى التورط مع مرسى فيما يضر مصلحة البلاد، فهنا يجب أن نقف أمام شائعة الاغتيال، والبحث عن حقيقتها، مع تصريحات لمسؤولين لم تقنع أيًا من المتابعين. يكشف خبير أمنى، رفض ذكر اسمه، عن وجود ضغوط أمريكية وراء قرار تأجيل المحاكمة، قائلا: إن "الأسباب المعلنة من قبل الشرطة لعدم حضور مرسي جلسة المحاكمة غير منطقية". وأكد الخبير، ل"الشمهد"، أن هناك معلومات مؤكدة تشير إلى أن أمريكا سعت بكل قوة وما زالت إلى إيقاف محكامة مرسى فى قضية التخابر، حتى لا يتم كشف تعاونها فى عدد من العمليات الإرهابية، التى وقعت فى مصر، وعدد من الدول العربية. ويرى أن أمريكا وضعت السلطات المصرية أمام خيارين وهما: أولًا: عدم محاكمة الرئيس السابق فى قضية التخابر نهائيًا، والثانى: اغتيال مرسى بأى طريقة كانت، مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدة ستعمل جاهدة على اغتيال مرسى، فى حالة إصرار مصر على استكمال القضية. وأعتبر الخبير الأمنى، أن عدم نقل مرسى لمقر محاكمته قبل لحظات قليلة من بدء المحاكمة، بالإضافة إلى إذاعة التيلفزيون المصرى وصوله لمقر أكاديمية الشرطة، ثم نفيه، هو دليل قاطع على مناورة أمنية لإفشال خطة اغتيال تم معرفتها. وشهد مقر محاكمة الرئيس السابق، انتشار أمنى مكثف، وصل إلى نحو 3 آلاف جندي وضابط شرطة، شاركوا في تأمين مقر محاكمة مرسي، بالإضافة إلى قوات من الجيش، كما استعانت بالقوات الخاصة والكلاب المدربة على الكشف عن المتفجرات، ومدرعات، إضافة إلى نحو 20 تشكيلاً من تشكيلات الأمن المركزي. وعلى نحو يؤكد للبعض ويشير إلى احتمالية وجود محاولة اغتيال بالفعل، وراء عدم نقل مرسى من محبسه، ما ورد فى تصريحات عدد من المنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى أنصار حاليين، جميعهم أجمعوا عن وجود محاولات اغتيال للرئيس السابق أثناء محاكمته من قبل الجماعة نفسها بأوامر من قيادات بالتنظيم الدولى خوفًا من شهادة مرسى بتورطهم فى قضية "التخابر"، وتحديدًا فى شهر يناير حسب مصادر، وتصريحات معلنة. فى تصريح له، أكد إسلام الكتاتني، القيادى المنشق بجماعة الإخوان، أن الرئيس المعزول محمد مرسى سيتعرض يوم محاكمته لمحاولة اغتيال، متهمًا الجماعة بالسعى لمحاولة تصفية "مرسى" للتخلص منه بعد اتهامه بقضية التخابر،مشيرًا إلى أن الجماعة وضعت" سيناريو اغتيال مرسى، وآخر وضع لتهريبه. واعتبر البعض تصريحات أنصار جماعة الإخوان، سواء كانت من تحالف دعم الشرعية، و جبهة الضمير، وعدد من الجبهات المؤيدة، دليل آخر على تورط الجماعة فى التهديد بمحاولة اغتيال أو تهريب للرئيس السابق، حيث خرجت العديد من التصريحات التى تؤكد ذلك، يقول هشام كمال، القيادي تحالف دعم الشرعية، إنه "يوجد تكتم على أخبار مرسي، ونحن لدينا تشكك، وبعض الإعلاميين بدأوا يتحدثون عن أن مرسي قد يصاب بشيء، ونحن نتشكك في أن يجري اغتياله خلال أحداث ذكرى ثورة يناير"، معبرًا عن شكوك في أحداث كبيرة ستحدث في الأيام المقبلة حتى يجري تمرير الاستفتاء أو تنصيب من يريدون تنصيبه لرئاسة البلاد. و قال عمرو عبدالهادي، المتحدث باسم جبهة الضمير الموالية للإخوان إنه لو تم اغتيال مرسي يجب التمسك بمجلس الشورى، و تولي أحمد فهمي مقاليد الحكم، تنفيذًا للشرعية الدستورية، حسب وصفه، وتعتبر هذه التصريحات أحدى الاشارات التى استند عليها المؤيدين لوجود محاولة اغتيال من داخل الجماعة لمرسى، بالإشارة لترتيب أولويات الجماعة وأنصارها لسيناريو ما بعد اغتيال مرسى. ويأتى تصريح أسامة نجل لرئيس السابق، حول وضعه سيناريوهات، لعدم نقل والده لمقر محاكمته، قائلا: "من الممكن أن تكون السلطات قامت باغتيال مرسى، وتتكتم على الخبر، أو إنها أحبطت مخططًا كان مدبرًا لاغتياله"، فى كلاتا الحالتين وحسب كلام "أسامة" أنه كانت هناك أغتيال حدث بالفعل أو أنه أحبط محاولة لحدوثه. من جانبه آبدى اللواء فؤاد علام، الخبير الأمنى، استغرابه من ما اسماه شائعات حول وجود محاولة اغتيال للرئيس السابق، قائلا: "من يتحدث بهذه الإشاعة فاقد للثقة فى نفسه أولًا وفى أجهزة الأمن المصرية"، مشيرًا إلى أنه فى حالة فرض وجود محاولة شبيهة فأنه بنسبة كبيرة تتعدى ال 80 % سيتم ضبط الجناة. وأكد علام، فى تصريح خاص ل"المشهد"، عدم وصول أى معلومات للأجهزة الأمنية تفيد بوجود محاولة اغتيال لمرسى، مضيفًا أن ما حدث فى قرار تأجيل محاكمة مرسى، ليس له أى شأن سياسى أو تهديد، وأنه عبارة حدث طارئ من المحتمل حدوثه فى أى محاكمة أخرى. وردًا على سؤال حول تورط أمريكا فى قرار تأجيل المحاكمة، رأى الخبير الأمنى، أن المصريين يبنون فى تخيلتهم صورة غير واقعية عن قوة الولاياتالمتحدة، مشيرًا إلى أنها تمتلك أضعف الأجهزة الاستخبارتية حول العالم، لذلك فهى لا تستطيع تنفذ هذه الشائعة، حسب قوله.