أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أهمية دور البرلمان العربي في مأسسة ودعم برامج الإصلاح والتنمية وتأطير الحوار والنهج الديمقراطي وتعزيزه ، بما يضمن المساهمة في النهوض بالحياة السياسية في العالم العربي. جاء ذلك خلال استقبال العاهل الأردني اليوم الأربعاء مع رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان والوفد المرافق المشارك في مؤتمر البرلمان العربي ، الذي بدأت اجتماعات لجانه مطلع الأسبوع الجاري في عمان. وبحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي، فقد شدد الملك عبدالله الثاني خلال اللقاء على ضرورة التعاون وإدامة التنسيق بين البرلمانات العربية خصوصا فيما يتعلق بالتشريع وتعزيز دور هذه البرلمانات في الحياة السياسية في ظل التحولات التي شهدتها المنطقة. وأشار في هذا الصدد إلى أهمية البناء على نتائج مؤتمر البرلمان العربي وتوصياته بما يكفل تعزيز مسيرة التضامن والعمل العربي المشترك ويخدم قضايا الأمة العربية، ويمكن شعوبها من تجاوز التحديات والظروف التي تواجهها. وجرى خلال اللقاء ، الذي حضره رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عاطف الطراونة ، استعراض مستجدات الأوضاع في المنطقة وتطورات الأزمة السورية، وجهود تحقيق السلام في المنطقة وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وفقا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية. وجدد العاهل الأردني التأكيد على موقف الأردن الداعم لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة ينهي معاناة الشعب السوري ويحافظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا، مستعرضا الجهود التي يبذلها الأردن للتعامل مع الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين المتواجدين على اراضيه. بدوره .. أعرب الجروان ، خلال اللقاء ، عن شكره وأعضاء البرلمان العربي للأردن على استضافة أعمال مؤتمرهم وتقديرهم لدور المملكة بقيادة الملك عبدالله الثاني في دعم العمل العربي المشترك وتعزيز مسيرته. وأشاد الجروان بمسيرة الإصلاح الشامل والتنمية في الأردن والتي حققت العديد من النجاحات كان أبرزها الاستقرار وتعميق مسار الديمقراطية وإرساء قواعد الحكم الرشيد ، الذي تعتبر التجربة البرلمانية في الأردن من أعمق تجلياته. وثمن أعضاء الوفد دور العاهل الأردني في التعامل مع الأزمات التي تواجه المنطقة ودعم القضايا العربية وإبرازها في المحافل الدولية ومساعيه الحثيثة في دعم جهود تحقيق السلام والاستقرار، وقدروا عاليا الجهود الكبيرة التي يبذلها الأردن في التعامل مع قضايا أمته خصوصا استضافته أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين وتقديم جميع الخدمات لهم بما يفوق إمكاناته وموارده المحدودة، مؤكدين دعمهم والبرلمان العربي للأردن في هذا المجال. ويشارك في المؤتمر، الذي يبحث في القضايا والتحديات الراهنة على الصعيد العربي ومختلف مجالات التعاون بين الدول العربية، ممثلون عن جميع البرلمانات العربية ومجالس الشورى فيها وأعضاء اللجان الدائمة في البرلمان العربي ومكتبه الدائم. ويختتم المؤتمر أعماله يوم غد الخميس بجلسة عامة تحت قبة مجلس النواب الأردني ، تناقش القضايا والموضوعات المرفوعة من قبل اللجان الدائمة للمؤتمر خصوصا فيما يتعلق بالشباب والأمن القومي العربي وتفعيل التعاون بين الدول العربية والقضايا المحورية الرئيسة التي تهم الشعوب العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.