حسمت المغنية لارا فابيان، بشكل نهائي الجدل حول إمكانية عودتها للغناء في كازينو لبنان منتصف الشهر المقبل، وذلك عبر رسالة من الشركة التي تدير أعمالها الفنية أكدت فيها عدم إمكانية إقامة الحفل بسبب "مخاطر" ناتجة عن "تهديدات،" على خلفية دعوات لمقاطعة الفنانة الكندية لاتهامها بالتعاطف مع إسرائيل. كان بلال شعيب مدير المسارح في كازينو لبنان قد أشار قبل يومين إلى أن إحياء الحفل لا يزال واردا، متوقعاً ورود معلومات إيجابية من جانب المغنية الكندية التي كانت قد أصدرت بيانا على صفحتها الرسمية تعتذر فيه من اللبنانيين وتعلن عدم نيتها إحياء حفلتها في كازينو لبنان. كانت مجموعة من الناشطين في حملة "مقاطعة داعمي إسرائيل" قد وجهت رسالة إلى لارا فابيان قالت فيها إنها لا ترحب بمجيء المغنية إلى لبنان بعدما شاركت في باريس باحتفالات الذكرى الستين لتأسيس إسرائيل وغنت باللغة العبرية. اعتبر شعيب آنذاك أن "إلغاء فابيان للحفل غير مبرر على الإطلاق، خاصة أنها لم تتلق أي تهديد أو تحذير من قبل الحملة وليس هناك أي مخاطر على أمنها الشخصي أو على حفلاتها. وأن وزارة السياحة اللبنانية ستقوم بواجباتها حيال الزيارة."
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تعترض فيها الحملة على فنان تعتبره داعما لإسرائيل، فقبل لارا فابيان دعت الحملة إلى مقاطعة فريق الروك البريطاني "بلاسيبو" وهناك دعوى أمام القضاء اللبناني في قضية "بلاسيبو" رفعها جهاد المر صاحب شركة "تو يو تو سي" ضد سماح إدريس، وهو من أبرز الناشطين في الحملة. وإلى هؤلاء ينضم الممثل الكوميدي الفرنسي اليهودي جاد المالح، الذي ألغى هو أيضا حفلة في لبنان بعد الدعوة إلى مقاطعته. من جانبه، شرح سماح إدريس الناشط في "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل"، أهداف الحملة على أنها ممارسة ضغط عالمي سيؤدي إلى مقاطعة الفنانين لإسرائيل ودفعهم لعدم تجاهل ما ترتكبه بحق الفلسطينيين. وأوضح إدريس، وهو رئيس تحرير مجلة "الآداب" اللبنانية أن هناك نشطاء يشعرون بالاستياء من المجازر الإسرائيلية ولعدم القدرة على تقديم دعم أكبر للقضية الفلسطينية ولا يريدون الاكتفاء بالتظاهر وبإصدار البيانات. وأضاف: " بدأت الحملة بمقاطعة شركات عالمية وانتشرت في عدد كبير من الدول العربية منذ عام 2000 واتسعت لتشمل المقاطعة الثقافية والأكاديمية والفنية انسجاما مع نداء المجتمع المدني الفلسطيني عام 2005 الذي أطلق الحملة العالمية المعروفة ب(بي دي اس) التي تهدف لعزل إسرائيل على غرار ما تحقق ضد نظام الفصل العنصري (أبارتايد) في جنوب أفريقيا. ولفت إدريس إلى أنه لا يمكن للفنانين أن يفصلوا بين فنهم وما يرتكب في البلد الذي يدعوهم. ولا يمكنهم أن يعتبروا ذهابهم إلى إسرائيل أمرا عاديا ويتغاضوا عما يحصل على تلك الأرض. وشدد الناشط اللبناني على أن الحملة ترسل إلى الفنانين رسائل تطالبهم فيها بعدم الذهاب إلى إسرائيل وتحذرهم في حال رفضوا الاستجابة إلى أنهم لن يكونوا موضع ترحيب في بلد يؤيد حقوق الشعب الفلسطيني كي يعرفوا أن ما فعلوه كان خطأ وبأنهم مطالبون بالاعتذار.