على ارتفاع يقارب الألف متر من سطح البحر في البقاع اللبناني يواجه الأطفال السوريون خطر الموت ليس نتيجة لقصف الصواريخ وطلقات الرصاص التي أجبرتهم على الفرار من بلادهم، ولكن بسبب قذائف الثلج التي أطلقتها العاصفة الثلجية "آلكسا" القادمة من روسيا صديقة النظام السوري بشار الأسد. وكالة أنباء الشرق الأوسط قامت بجولة في مخيم الرحمن ببلدة "تعلبايا" بالبقاع الأوسط بشرق لبنان والذي يقع على ارتفاع 950 مترا عن سطح البحر ، ووصلت درجة الحرارة بالمخيم إلى 3 تحت الصفر خلال الأيام الماضية في ظل عواصف ثلجية لم تنقطع عن زيارة المخيم آخرها عاصفة هبت على المنطقة الليلة ونحن نغادرها وتسببت في قطع الطريق بعد خروجنا من المنطقة بسويعات. الأطفال السوريون يتحركون في المخيم بين الثلوج والمياه في درجة برودة لم نستطع تحملها ونحن الراشدون الذين يرتدون أثقل الملابس.. بينما هم لايقيهم من البرد القارس سوى أقمشة الخيام التي لاتصد رياحا أو تمنع بردا في الشتاء أو حرارة في الصيف. الشيخ خالد شاهين مدير المخيم التابع لاتحاد الجمعيات الإغاثية في لبنان أكد لوكالة أنباء الشرق الأوسط أنهم بحاجة ماسة للوقود والمحروقات من أجل التدفئة ، نظرا لتدني درجة الحرارة بشكل كبير خلال العاصفة الحالية ، لافتا إلى أن الشتاء مازال في بدايته . وقال إن الطقس في منطقة البقاع به برودة شديدة لأنها منطقة مرتفعة ، ودرجة الحرارة تتدني إلى أقل من 3 تحت الصفر. وأوضح أن اللاجئين السوريين جاء اغلبهم من "معظمية الشام" و"درايا" ومنهم من أتى من دمشق و حماة و حمص، مشيرا إلى أن بعضهم موجود منذ عام ،وآخرون منذ 15 يوما. وأضاف إنه عندما نشبت الحرب في سوريا طلب من اتحاد الجمعيات الإغاثية في لبنان توسعة المخيم ، وتم ذلك من خلال أهل الخير في الكويت والسعودية ، والبحرين، وأصبح لدينا 90 خيمة فيها مايقارب 500 شخص ، بعض الخيم أضطررنا إلى تقسيمها لقسمين حتى تتسع لعائلتين معا في ظل استمرار النزوح. ولفت إلى أن مخيم العمرية الموجود في نطلق بلدية سعد نايل القريبة ، بات مخيما منكوبا ، وهو فيه مايقارب 50 عائلة ، ونظرا لأنه أنشئ من قبل بعض اهل الخير وليس من قبل جهة متخصصة ، فإنهم لم يستطيعوا أن يتولوا إدارته، عكس مخيمه الذي أسس في قطعة أرض كانت مخصصة لتكون معسكرا كشفيا ، مما جعل الأرض ممهدة ، وقلل المعاناة خاصة أنه تحت إشراف اتحاد الجمعيات الإغاثية. وأشار إلى أن المخيمات العشوائية تعاني بشدة نتيجة الطقس الحالي إذ تؤدي الرياح إلى اقتلاع الخيم ، كما أنه عندما تكون الأرض غير ممهدة وتذوب الثلوج فإن المياه تدخل الخيام. وحول العلاقة بين السوريين واللبنانيين .. قال إننا بالأصل نحن شعب واحد ، ولكن هذا النظام أسس لعلاقة سيئة بسبب الممارسات التي حدثت من قبل القوات السورية في لبنان ، وهذا العامل أثر سلبا على الأخوة السوريين ، وكذلك البطالة ، مشيرا إلى أن معظم السوريين يبحثون عن عمل أو يعملون في السوق اللبنانية ، مما أثر على العامل اللبناني.