سادت حالة من الارتياح بين الأهالي في الأقصر والمحافظات المجاورة بعد الإعلان عن سقوط ياسر الحمبولي زعيم العصابة الشهير، والذي ذاع صيته في صعيد مصر وكان حديث الناس في المنازل وعلى المقاهي وداخل وسائل المواصلات، وأثار المخاوف من الخطف والسرقة بالإكراه وتحدي أجهزة الأمن والإفلات من قبضة الشرطة مرات عديدة. الحمبولي كان وراء استبعاد مدير أمن الأقصر السابق ونقله إلى أسوان في عملية تبادلية مع مدير أمنها، بعد أن تسبب في حرج بالغ للأمن بخطفه "منطاد"، ردا على القبض على أحد أبنائه وتهديده بأنه في المرة القادمة سيخطف "منطادا" بمن فيه من السائحين؛ مما اضطر الشرطة للإفراج عن نجله. كان الكل يتحدث عن عملياته والبعض يغلفها بثوب البطولة؛ فهو الذي تقول عنه الروايات إنه يبيع زجاجة الزيت بثلاثة جنيهات وكيلو السكر بجنيه واحد. وهو الذي يحول دون تعرض أي من مساكن قريته "الزينية شمال الأقصر" أو سيارات أهلها للسرقة. وهو الذي كانت تقول عنه الروايات أنه يتلقى اتصالات للوساطة من ضباط كبار يطلبون توسطه وتدخله لإعادة سيارات سرقت من أصدقائهم ومقربين منهم. وهو الذي تقول عنه الروايات إنه لا يسطو سوى على ممتلكات الأثرياء. وهو الذي فرض سطوته وكلمته فوق كلمة الشرطة حين أرغمهم على الإفراج عن ابنه بعد ساعات من إلقاء القبض عليه بسلاح السياحة التي يحتمي بها كلما شعر بتضييق الخناق عليه وقرب ساعة سقوطه في أيدي رجال الشرطة. جملة واحدة ينطقها الحمبولي وهى دوما ملجؤه للنجاة. جملة واحدة كان يقولها الحمبولي لرجال الشرطة الذين كان يهاتفهم ويهاتفونه: "الضربة الجاية في السياحة ". وهى الجملة التي كلما سمعها مسؤول شرطي جعلته يعيد النظر في خططه الأمنية الهادفة لضبط الحمبولي على الفور. وهكذا تعددت الروايات وتباينت حكايات الرواة حول الحمبولي وعصابته؛ حيث كانت تشهد المقاهي في كل يوم نسج رواية جديدة حول ياسر الحمبولى الذي يبلغ من العمر 38 عاما، وتمكن من الهرب من سجن قنا خلال حالة الانفلات الأمني التي صاحبت الأيام الأولى من ثورة يناير حيث كان يقضى عقوبة بالحبس 3 سنوات في قضية سرقة، حيث قام بسرقة بقرة على خلفية مشاجرة بين عائلته والجيران، ليرتكب وتسجل ضده عشرات القضايا طوال الشهور الماضية. كما حمل ياسر حكماً بالمؤبد وبعد القبض علي العزب "زعيم العصابة" بمعرفة مباحث الدقي في الجيزة تولى الحمبولي قيادة العصابة وضم إليها آخرين لتصريف المسروقات. أما الذراع اليمني للحمبولي،بحسب رواية أجهزة الأمن، فعبارة عن ثلاثة أشخاص هم: أحمد حمزة محمد ومحمد السيد الصافي وأخيرا منتصر أبو الله اللاكز، أما الأذرع الأخرى فتضم قائمة طويلة من شركائه الهاربين معه من سجن قنا العمومي. ومن أشهر الجرائم التي يتهم الأمن الحمبولي بارتكابها بعد حادث مقتل مفتش مباحث القصير هو السطو أكثر من مرة على مخازن شركتي "لمقاولون العرب" ومختار إبراهيم وقيامه مع أفراد عصابته بتوثيق خفراء الشركتين أكثر من مرة حاملا أطنانا من الكابلات النحاسية، وفي الأقصر واقعة السطو على محطة وقود في وضح النهار داخل سيارة بدون لوحات وعندما سأله أمين شرطة عن اللوحات أمطره بوابل من الأعيرة نجا منها بأعجوبة ونقل مصابا إلى مستشفى الأقصر، كما قام الحمبولى بعملية سطو مسلح داخل منطقة الأشراف أصاب شخصين بعدما حاول أهالي القرية التصدي له ولعصابته لاسترداد السيارة المسروقة من بين يديه وأطلقوا أعيرة كثيفة لم تصب أحدا منهم. وكان الحمبولى وأعوانه قد تعرضوا لضربات أمنية متواصلة قبل عيد الأضحى أسفرت عن استعادة بالون طائر وسيارة نقل استولى عليهما من شركة سياحية شرق الأقصر، وثلاث سيارات استولى عليها أعوانه غرب الأقصر. كما أرغمته ضربات الأمن وحملاته المتواصلة عليه وعلى أوكار أفراد عصابته إلى تغيير مكان اختبائه من زراعات الزينية إلى زراعات منطقة شرق السكة الحديد، وإصابته إصابة بالغة في إحدى الحملات على أوكاره. وفى منزل أحد أعوانه بمنطقة الكرنك كانت نهاية الحمبولى بعد أن أحاطت به قوات الأمن من كل جانب، ويلقى القبض عليه وسط فرحة أهل الأقصر الذين خرجوا في كرنفالات للاحتفال بسقوطه فيما تجمع المئات أمام مديرية الأمن للاحتفال بزوال أسطورته.