أعلن حسن الشافعي، وكيل الأزهر"مندوب شيخ الأزهر فى الميدان"، أن الأزهر ليس تحت سلطة حكومية وأنه أصبح حرًا وليس مقيدًا. وأكد الشافعى فى كلمته التى ألقاها من فوق المنصة أن كلًا من أفراد الشعب أصبح مسؤولاً عن تحقيق أهداف الثورة واستكمالها، ونسعى سوياً لاستكمال ثورة يناير، مشيراً إلى أن أى مصرى لن يخرج من بيته إلا من أجل المطالبة بمصلحة هذا الوطن وهذا الشعب، كما نادى المصريين اليوم لتوحيد مطالبهم وأن يتذكروا أرواح شهدائنا. وأضاف فى كلمته "أيها المصريون اجعلوا من هذا اليوم مثلًا وذكرى للعالمين "مطالبًا الشباب بتوحيد قواهم وطاقتهم لكى يستكملوا بناء مؤسسات الوطن الدستورية ويتمسكوا بقيادة الوطن المدنية. اختتم الشافعى كلمته بتوجيه الشكر للشباب على التوحد وترحَّم على الشهداء وقرأ الفاتحة على أرواحهم. من جهة أخرى وجه الأزهر الشريف نداء للمصريين فى بيان من ميدان التحرير جاء فيه " أناديكم بكل حب وإخلاص وولاء لمصر، أن تملكوا أمركم، وتحرصوا على وَحدتكم، وتحفظوا وطنكم، وتفتدوه بكل غالٍ ورخيص، وتذكروا أرواح شهدائكم، وحاشا لأمة عظيمة كمصر أن تكون كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا. أضاف البيان "أنه فى حياة كل أمة لحظات فارقة، وأحداث فاصلة، وأيام مشهودة، وقد عشنا معًا يوم الخامس والعشرين من يناير، من العام الماضي، بتاريخه الذى بهر العالم كله، وجعل أفئدة الشعوب تهوى إليكم وتقتدى بكم، حتى نادوا جميعًا من عرب ومن عجم، ومن شرق ومن غرب بما ناديتم به بكلماته الفصحى، وبحروفه العربية، وسجّلتم بذلك فى تاريخ العالم المعاصر مثلًا حيًا، وأنموذجًا فريدًا خالدًا". وأن "الأمم القوية الناهضة تبنى على ما أسّسته من أصول وقواعد وتضيف إلى ما حققته من مكاسب وأمجاد، ونحمد الله تعالى أن شعب مصر شعب واع، ذكى، مفتح العينين لا يملك أحد خداعه، أو تضليله بعد اليوم، وكل منا أيها الأخوة والأخوات مسؤول عن تحقيق أهداف الثورة، بل هو فداء لتلك الأهداف، ساع إلى استكمالها بإذن الله تعالى، ولن يسكت مصرى بعد اليوم على أى خروج على مصلحة هذا الشعب أو العبث بمقدراته". واستطرد "اجعلوا من هذا اليوم مثلاً وذكرى للعالمين، واعلموا أن الله سيشفي، بكم، صدور قوم مؤمنين ويخزي، بكم، الظالمين والمعتدين، فالعالم العربى والإسلامي، كله، يتطلع إليكم فى هذا اليوم، والدنيا بأسرها ترقبكم وتنظر إليكم، فلتفاجئوا العالم من جديد بوحدتكم الرائعة، وروح ثورتكم السِّلمية الفريدة، وخذوا على يد كل مخرِّب ومخدوع، ووحِّدوا قواكم وامضوا على طريق وطنى واحد، لتبنوا مؤسسات الوطن الدستورية، وتصوغوا وثائقه الأساسية، بروح توافقية تراعى كل مكونات الوطن، دون غلبة أو هيمنة أو إقصاء، وتضع الأساس الذى لا يهتز لدولة وطنية دستورية ديمقراطية حديثة، تقوم على المساواة فى المواطنة وسيادة القانون، بما يحفظ كرامة كل مصرى يعيش على هذه الأرض الطيبة". وأكد الأزهر على أن هذا الكلام من القلب، وبدافع من الضمير والله خير الشاهدين، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولن يتخلى عنا برحمته، وقد أذاقنا نعمته، نعمة الحرية والكرامة ولن نفرط فيهما أبدًا، ولن ننسى الذين صبروا طويلًا على الحرمان، وسنمضى إلى مستقبل زاهر، بإذن الله، يليق بكنانة الله فى أرضه، " وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ".
