فارق الشاعر المصري الكبير أحمد فؤاد نجم، عالمنا صباح اليوم الثلاثاء بعد صراع طويل مع المرض، انتهى بوفاته المنية عن عمر يناهز 84 عامًا بمنزله بالمقطم. وأوردت صحف مصرية اليوم نبأ وفاته على صدر صفحاتها الاليكترونية، وأكد الخبر صديقه الناشر محمد هاشم، صاحب دار مريت للنشر، نعايًا أياه متأسفًا على فراقه. وأضاف صديق الشاعر الكبير، أن "صلاة الجنازة ستقام ظهر اليوم على روح نجم، وسيتم تحديد مكان العزاء في وقت لاحق". وتداول ناشطون على تويتر خبر وفاة نجم في البداية دون أن يتم التأكد من الخبر بشكل رسمي من عائلته. يذكر أن أحمد فؤاد نجم الملقب ب"الفاجومي" ولد في 23 مايو 1929 بقرية "كفر أبو نجم" بمدينة أبو حماد بمحافظة الشرقية، ويعتبر أحد أهم شعراء العامية في مصر، واسم بارز في مجال الشعر العربي، سُجن عدة مرات بسبب مواقفه من الحكومات المتعاقبة، ودخل في خلافات سياسية مع كبار المسئولين في مصر. وعُين موظفًا بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الإفريقية، وأصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية وأقام في غرفة على سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور، وبعد سنوات اختارته المجموعة العربية لصندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة سفيرا للفقراء. وارتبط اسمه مع اسم الملحن والمغني الشهير الشيخ إمام، الذي تعرف عليه في حارة "خوش قدم" وسكنا معًا وأصبحا ثنائي معروف، إلى أن تحولت "الحارة" ملتقى المثقفين، إذ تتلازم أشعار نجم مع غناء إمام لتعبر عن روح الاحتجاج الجماهيري الذي بدأ بعد نكسة يونيو 1967، تاركًا خلفه دعامات الشيخ إمام الثورية. وفي عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة سفيرا للفقراء. ويرى أحمد فؤاد نجم أن "العامية أهم شعر عند المصريين لأنهم شعب متكلم فصيح وأن العامية المصرية أكبر من أن تكون لهجة وأكبر من أن تكون لغة". وكان يقول إن "العامية المصرية روح و أهم إنجاز حضاري للشعب المصري". وألف نجم العديد من الأغاني، التي تعبر جميعها عن رفضه للظلم وحبه الفياض لمصر واستيعابه الكامل للواقع الأليم، من بين من غنوا أغانيه الموسيقي السوري بشار زرقان الذي ربطته به علاقة عمل استمرت لسنوات، وسجلوا معا ألبوم (على البال). و من أهم أشعار نجم كتابته عن جيفارا رمز الثورة في القرن العشرين، فيما حصل الشاعر الراحل على المركز الأول في استفتاء وكالة أنباء الشعر العربي.