سجلت المنتخبات العربية في آخر دورتين لتصفيات كأس العالم أضعف حضور منذ أكثر من 33 عاما، حيث لم تتمكن سوى الجزائر من الصعود للنهائيات في المرتين. في التصفيات المؤهلة لمونديال 2010 و2014 كانت الجزائر هي الممثل العربي الوحيد؛ أولا في جنوب أفريقيا، والآن في البرازيل. وقد بدأت المشاركات العربية في المونديال مبكرا وبالتحديد منذ مشاركة المنتخب المصري في البطولة الثانية 1934 بإيطاليا، ولم تترك أثرا يذكر إلا في بطولة 1982 بإسبانيا. وتوالت المشاركات العربية بعد ذلك عن طريق فريقين على الأقل في كل بطولة لكأس العالم، وارتفع العدد إلى 3 منتخبات في بطولتي 1986 و1998، ولكنه تراجع مجددا إلى أضعف حضور في مونديال جنوب أفريقيا والبرازيل، رغم أن الفرصة كانت مواتية بالفعل أمام العديد من المنتخبات العربية لبلوغ النهائيات. وشاركت مصر في مونديال 1934 قبل أن تغيب المنتخبات العربية عن البطولة على مدار 36 عاما لتعود بعدها من خلال المنتخب المغربي في مونديال 1970 بالمكسيك ثم المنتخب التونسي في مونديال 1978 بالأرجنتين. خروج مبكر وكان الخروج المبكر هو مصير المنتخبات الثلاثة حيث خسر المنتخب المصري 2-4 أمام نظيره المجري، وخسر المغرب أمام ألمانيا 1-2 وأمام بيرو صفر-3 وفاز 1-صفر على بلغاريا، بينما فازت تونس على المكسيك 3-1 وخسرت أمام بولندا صفر-1 وتعادلت مع ألمانيا سلبيا. أما أول بصمة حقيقية للكرة العربية فكانت في مونديال 1982 عندما شارك المنتخب الجزائري بنجومه رابح ماجر والأخضر بلومي وعصاد وغيرهم ممن سطروا للكرة العربية تاريخا في بطولات كأس العالم وكان بوسعهم الوصول للدور الثاني لولا "المؤامرة" التي حاكتها ألمانيا والنمسا سويا للإطاحة بمحاربي الصحراء من المونديال الإسباني. وفجر المنتخب الجزائري مفاجأة من العيار الثقيل في بداية مسيرته بالبطولة حيث تغلب على نظيره الألماني 2-1 ولكنه سقط في المباراة الثانية أمام نظيره النمساوي صفر-2، وعلى الرغم من فوزه في المباراة الثالثة على تشيلي 3-2 لم يكن ذلك كافيا لعبوره الدور الأول بسبب نتيجة مباراة ألمانيا مع النمسا والتي أطاحت بالجزائريين من البطولة. وفي نفس البطولة شارك المنتخب الكويتي ولكنه خرج صفر اليدين بعدما تعادل مع تشيكوسلوفاكيا 1-1 وخسر أمام فرنسا 1-4 ( في فضيحة تاريخية)، وأمام إنجلترا صفر-1. 3 منتخبات وشهد مونديال 1986 تأهلت 3 منتخبات إلى النهائيات للمرة الأولى حيث شاركت في البطولة منتخبات المغرب والجزائر والعراق. وحاول المنتخب الجزائري تكرار مفاجآت مونديال 1982، ولكنه فشل مجددا في عبور الدور الأول فخرج صفر اليدين بعدما تعادل مع أيرلندا 1-1 وخسر أمام البرازيل صفر-1 وأمام إسبانيا صفر-3. وكان المنتخب المغربي هو أول الفرق العربية التي تنجح في كسر قاعدة الخروج المبكر، حيث تأهل الفريق للدور الثاني بعدما تعادل سلبيا مع كل من بولندا وإنجلترا وفاز على البرتغال 3-1، ولكنه واجه اختبارا صعبا في الدور الثاني فخسر أمام ألمانيا صفر-1 وخرج من الدور الثاني. أما المنتخب العراقي فنال 3 هزائم متتالية أمام باراجواي صفر-1 وبلجيكا 1-2 والمكسيك صفر-1. وفي مونديال 1990 بإيطاليا عاد المنتخب المصري للنهائيات بعد غياب 56 عاما، والمثير أن مشاركته الأولى أيضا كانت في إيطاليا، ولكنه خرج من الدور الأول بعدما تعادل 1-1 مع هولندا ومع أيرلندا سلبيا وخسر صفر-1 أمام إنجلترا، في أداء مشرف بقيادة المدرب الكبير محمود الجوهري. وشارك إلى جواره في نفس البطولة المنتخب الإماراتي الذي خسر أمام كولومبيا صفر-2 وأمام ألمانيا 1-5 وأمام يوغوسلافيا 1-4. السعودي.. الأكثر حضورا ومنذ بطولة 1994 أصبح المنتخب السعودي هو الزائر العربي الدائم في النهائيات حيث أعلن المنتخب عن نفسه بقوة في البطولات الأربع الماضية، واستهل مسيرته في بطولات كأس العالم بشكل رائع عندما تأهل للدور الثاني في مونديال 1994 بالولاياتالمتحدة. ونجح الفريق في استعادة توازنه سريعا بعد الهزيمة في المباراة الأولى أمام نظيره الهولندي 1-2 وتغلب على شقيقه المغربي 2-1 ثم على بلجيكا 1- صفر ولكنه خسر 1-3 في الدور الثاني (ال 16) أمام السويد. وفي مونديال 1998 بفرنسا خسر الفريق أمام الدانمارك صفر-1 وأمام فرنسا صفر-4 ثم تعادل 2-2 مع جنوب أفريقيا وخرج من الدور الأول. ولم يختلف الحال في البطولة التالية عام 2002 بكوريا الجنوبية واليابان حيث مني الفريق بهزيمة قاسية صفر-8 أمام المنتخب الألماني، ثم خسر أمام الكاميرون صفر-1 وأمام أيرلندا صفر-3. وفي مونديال 2006 خسر المنتخب السعودي صفر- 4 أمام أوكرانيا وصفر-1 أمام إسبانيا بعدما تعادل 2-2 في مباراته الأولى مع تونس. المغربي.. 3 مشاركات وشهد مونديال 1994 مشاركة المنتخب المغربي للمرة الثالثة في تاريخه حيث خسر الفريق مبارياته الثلاث أمام بلجيكا صفر-1 وأمام كل من السعودية وهولندا بنتيجة واحدة 1-2. وخرج المنتخب المغربي من الدور الأول للبطولة التالية بعدما تعادل مع النرويج 2-2 وخسر أمام البرازيل صفر-3، وفاز على أسكتلندا 3- صفر. وكان المنتخب التونسي هو الفريق العربي الثالث الذي شارك في مونديال 1998 وتوالت مشاركاته في البطولتين التاليتين ولكنه خرج من الدور الأول في البطولات الثلاث. وخسرت تونس أمام إنجلترا صفر-2 وأمام كولومبيا صفر-1 وتعادلت مع رومانيا 1-1 في مونديال 1998، ثم خسرت أمام روسيا صفر-2 وتعادلت مع بلجيكا سلبيا وخسرت أمام اليابان صفر-2 في مونديال 2002، وتعادلت مع السعودية 2-2 وخسرت أمام إسبانيا 1-3 وأمام أوكرانيا صفر-1 في مونديال 2006 بألمانيا. وفي مونديال 2010 انهزمت الجزائر أمام سلوفينيا 1/ صفر، ثم تعادلت مع إنجلترا بدون أهداف، وودعت المونديال بعد هزيمتها من الولاياتالمتحدة بهدف للاشيء.