استحوذ الدكتور إبراهيم الدميري وزير النقل على لقب وزير قطارات الموت بلا منازع، لاسيما بعد وقوع حادثين مأساويين خلال فترة توليه مسئولية الوزارة، رغم الفارق الزمني بينهما الذي يمتد إلى 11 عاما. في الساعة الثانية من صباح يوم 20 فبراير 2002 م، وقبيل حلول عيد الأضحى المبارك بساعات، استيقظت مصر على فاجعة مأساوية باحتراق القطار رقم832 المتوجه من القاهرة إلى أسوان, عقب مغادرته مدينة العياط عند قرية ميت القائد. وأكد الناجون أنهم شاهدوا دخانا كثيفا ينبعث من العربة الأخيرة للقطار, ثم اندلعت النيران بها وامتدت بسرعة إلى باقي العربات الأخيرة التي كانت مكدسة بالركاب المسافرين لقضاء عطلة عيد الأضحى في مراكزهم وقراهم في صعيد مصر. قام بعض الركاب بكسر النوافذ الزجاجية, وألقوا بأنفسهم خارج القطار, مما تسبب في مصرعهم أو غرقهم في ترعة الإبراهيمية. وقام قائد القطار بفصل العربات السبع الأمامية عن العربات المحترقة، ثم واصل رحلته خشية توقفه وحدوث كارثة جديدة. الحادثة المأساوية بررها الدكتور عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء، حينذاك، بأن الحريق اشتعل بعربات القطار بسبب انفجار موقد بوتاجاز. وأمام مأساوية الحادث وبشاعة صور الجثث المحترقة، اعتبرت حادث قطار الصعيد الأسوأ من نوعها في تاريخ السكك الحديدية المصرية، وراح ضحيتها أكثر من ثلاثمائة وخمسين مسافرا، وتسببت الكارثة في إقالة وزير النقل إبراهيم الدميري. عاد الدميري ليتولى مسئولية وزارة النقل في حكومة الدكتور حازم الببلاوي التي تولت المسئولية عقب عزل الجيش للرئيس محمد مرسي، ولم يمر أكثر من 3 أشهر على توليه المسئولية حتى اسيقظت مصر اليوم الاثنين على حادث قطار الفيوم- دهشور الذي تسبب في مقتل 30 شخصا وإصابة العشرات، في اصطدام قطار بضائع بأتوبيس، وسط دعوات لإقالته مرة أخرى.