أصبحت المسلسلات تمثل أزمة كبيرة في عرضها في رمضان ، حيث تشهد الساحة الدرامية التليفزيونية في رمضان ما يقرب أو يزيد عن 60 عمل درامي تليفزيوني ، حتي جاءت فكرة إقامة مواسم جديدة للدراما التليفزيونية تعوض المنتجين ما لا يري النور في عرضه ف رمضان أو يكون حليف حظه العرض الرمضاني . وفى الفترة الماضية كانت قناة mbcصاحبة مبادرة مهمة عندما عرضت مسلسل "فى غمضة عين" بطولة أنغام وداليا البحيرى بعد شهر رمضان، وحقق المسلسل نجاحا ملحوظا فى جذب الإعلانات، وربما كانت هذه الخطوة سببا فى تشجيع mbcوعدد من القنوات الأخرى لعرض مجموعة من المسلسلات بعيدا عن زحام رمضان. أكد مدحت حسن المسؤول الإعلامى لقنوات mbcأن مسألة خلق مواسم درامية على مدار العام وعدم اقتصار عرض المسلسلات على رمضان فقط جاءت بعد دراسة طويلة لمتطلبات السوق واحتياجاتها خاصة مع الإقبال الجماهيرى على الأعمال التركية التى تعرض طوال العام، مشيرا إلى أن فكرة العرض طوال العام توفر الجهد الضائع فى رمضان الذى يشهد عرض أكثر من 65 مسلسلا. وأشار إلى أن الفكرة هدفها دعم الدراما التليفزيونية المصرية بعد تعثرها طوال العامين الماضيين، وتكدس المسلسلات فى شهر واحد، موضحا أن لديهم ثقة كبيرة فى نجاح الفكرة وتحقيق الجذب الجماهيرى المطلوب.
وقال حسن: سيتم اختيار الأعمال التى سنعرضها وفقا لرغبة المشاهدين، وبمعايير محددة تضمن نجاحها، وإن كانت الفكرة ليست جديدة فهى تعتبر إحياء لتقليد قديم، وسبق أن نفذناها من قبل مع مسلسلى "فى غمضة عين" و"جذور"، وسنبدأ بعرض مسلسلات مثل "الصبار" بطولة شريف سلامة ونسرين طافش الذى يجرى تصويره فى دبى، وأخرى يتم التحضير مثل "كان زمان فى المحروسة" للمخرج عمرو عرفة، والذى يضم نخبة كبيرة من النجوم المصريين، وطريقة العرض ستكون مختلفة على السوق حيث سنعرض حلقة من كل مسلسل أسبوعيا، ومدة كل حلقة 55 دقيقة. وأوضح أنهم بصدد اختيار مسلسلات النجوم أصحاب الكاريزما والجماهيرية من أجل نجاح الفكرة. وقال إبراهيم حمودة رئيس قنوات "النهار": خلق موسم درامى فى مارس وإبريل يفيد الفضائيات والدراما التليفزيونية فى نفس الوقت، فهى وسيلة لتغيير ثقافة الجمهور وتحريك عجلة الإنتاج الدرامى فى مصر بالاعتماد على أنفسنا بدلا من استيراد الدراما التركية واللبنانية. وأكد أنهم بصدد التحضير لعمل ضخم سيكون مفاجأة للجمهور وسيعرض فى مارس أو إبريل، فضلا عن التحضير لإنتاج 3 أعمال للعرض فى رمضان، وستتحمل "النهار" هذه المغامرة فى سبيل نجاح التجربة، مشيرا إلى وجود منافسة قوية فى السوق الفضائية، خاصة مع وجود قنوات جديدة على الساحة. وأضاف حمودة: فكرة المكسب والخسارة تختلف من عمل درامى لآخر، فالموضوع ليس له قاعدة، فهناك أعمال تنجح أثناء عرضها الثانى، ومن المهم التفكير الدائم فى تكوين باقة تحقق المكسب للقناة فى نهاية الأمر. وأشار بشير حسن رئيس تحرير قنوات المحور إلى أن فكرة عرض المسلسلات طول العام مرتبطة ب "تورتة الاعلانات"، خاصة أن شركات الإعلانات تركز على شهر رمضان فقط لأنه الموسم الأكبر للعرض، مؤكدا أن المحور ستكون صاحبة مبادرة مهمة فى هذا الإطار، لأنها بصدد بدء تصوير أعمال درامية تاريخية بميزانيات ضخمة تبرز دور مصر الرائد فى المنطقة العربية. وأوضح أن المحور شاركت فى إنتاج أكثر من مسلسل تم عرضها فى رمضان الماضى منها "نظرية الجوافة" لإلهام شاهين و"الشك" لحسين فهمى و"الداعية" لهانى سلامة، مشيرا إلى أن تجربة الإنتاج مربحة وتحقق مكاسب عديدة أهمها أسبقية تحديد موعد العرض المناسب، فضلا عن الحصول على نسبة من بيع المسلسل بعد ذلك. وكشف طارق نور مالك قناة "القاهرة والناس" عن أنه لن يشارك فى إنتاج أعمال درامية جديدة للعرض على شاشة القناة، مضوحا أنه لا يستطيع تحديد مدى استجابة سوق الإعلانات والمعلنين لفكرة وجود موسم درامى بعيدا عن رمضان. وأكد نور أنه يركز حاليا على تطوير القناة والحفاظ على ما وصلت إليه من خلال برامجها السياسية، مشددا على أن الأفكار الخاصة بالدراما التليفزيونية مؤجلة لحين تجاوز الفترة الحالية وحتى يعم الاستقرار البلاد. من جانبه أشاد الفنان الكبير حسين فهمى بفكرة وجود موسم جديد لعرض المسلسلات، مؤكدا أن فكرة اقتصار العرض على رمضان خاطئة وأنه طالب منذ 10 سنوات بتعديل هذا الوضع. وأشار إلى أن شركات الدعاية هى صاحبة هذا القرار وتحصر بيع المسلسلات على رمضان فقط، مؤكدا أن هذا الوضع خطير لأن صناع المسلسلات على مدى 11 شهرا ليعرضوا أعمالهم فى 30 يوما فقط، وأغلب هذه الأعمال لا تتم متابعتها نظرا لوجود عدد كبير من البرامج. وأوضح أنه طالب بضرورة خلق موسم درامى جديد فى شهر فبراير أو منتصف العام حتى يظل المسلسل المصرى على الشاشة طول السنة، مشيرا إلى أنه يتمنى أن يقف المنتجون والمعلنون والفضائيات إلى جوارها حتى تنتعش الصناعة وتعود مصر إلى المقدمة.
