تناول تقرير صدر عن قوات الدفاع المدني فى روسيا الخطوط العريضة لما سيحدث والإجراءات الوقائية في حال تعرض موسكو لهجوم بقنبلة نووية تقدر قوتها بعدد من الميجا طن.. وذكرت وكالة انباء نوفوستي الروسية اليوم "الجمعة" أن القنبلة التي ألقتها الولاياتالمتحدة في السادس أغسطس 1945، أثناء الحرب العالمية الثانية، على مدينة هيروشيما اليابانية اسم "الصغير"، وبلغت قوتها التدميرية 13 ألف طن، وبلغ وزن القنبلة نفسها 5 أطنان جعلت التكنولوجيا العسكرية منذ ذلك الوقت تخطو خطوات واسعة في تطوير الأسلحة وقدراتها القتالية، حيث تمتلك العديد من الدول أسلحة تصل قدراتها إلى مئات وربما آلاف قدرة قنبلة هيروشيما، فماذا سيحدث إذا سقطت قنبلة نووية على العاصمة الروسية موسكو؟. وأشار الخبراء في تقريرهم إلى أن الوقت المتاح لاتخاذ إجراءات وقائية منذ لحظة اكتشاف التهديد وحتى حدوث الانفجار، سيكون من 7 إلى 14 دقيقة، ولن يكون من الممكن تفادي حدوث الانفجار، مضيفين أن الخطوة الوحيدة التي قد تتخذ، هي البدء في اتخاذ إجراءات هجوم نووي مضاد. وأعرب الخبراء عن اعتقادهم أن السيناريو المتوقع لمرحلة ما بعد الانفجار إذا كان مركز الانفجار هو الكرملين، أى فى وسط المدينة، لحظة وقوع الانفجار ستتكون حفرة بعمق 300 متر، وبقطر ما بين 3 إلى 5 كيلومترات، وأن سطح الحفرة سيغطى بطبقة سميكة (عدة أمتار) من مادة شبه زجاجية (بلازما)، ذات تأثير إشعاعى مرتفع جدًا، وستصل درجة الحرارة إلى 20 مليون درجة مئوية. وألمح التقرير إلى أن الهزة الأرضية الناتجة عن الانفجار ستدمر 90 % من المنشآت والمبانى فى المدينة، وضمنها المنشآت تحت الأرضية ومترو الأنفاق، مضيفا أن الأرض على بعد من 8 إلى 12 كيلومترًا من مركز الانفجار ستصبح طبقة مسطحة من ذات المادة شبه الزجاجية بسمك نصف متر.. وغني عن الذكر أن كل من وجد فى هذه المنطقة سيلقى حتفه مباشرة لحظة وقوع الانفجار. وأورد التقرير أنه ستحدث ضمن دائرة محيطها من 20 إلى 25 كيلومترًا بعد مركز المدينة موجة إشعاعية حرارية عالية التأثير، كما ستتبخر الأنهار، وستذوب الأبنية والشوارع وتتحول إلى مادة منصهرة. وأيضًا سيتسبب الانفجار في موجة ارتدادية تفوق سرعة الصوت وبحرارة 1000 درجة مئوية، ستنتشر لحظة الانفجار، وتنتزع كل المبانى والمنشآت في طريقها، وتدمر كل ما يحيط بالمدينة بما في ذلك المطارات. وسيندلع حول المدينة حريق لا يمكن إطفاؤه ويحيط بها، وسيستمر لأكثر من ثلاثة أيام، وأثناء ذلك سترتفع سحابة الغبار والدخان فى كرة محيطها حوالي 2 كيلومتر، وخلال خمس دقائق ستكون الشكل المتعارف عليه للانفجار النووى (فطر عيش الغراب). وستصل الموجة الارتدادية إلى أطراف موسكو، أي على بعد حوالي 75 كيلومترًا من مركز الانفجار، وستدمر في طريقها كل ما تواجهه، كما تفيد المعطيات أن إخلاء المدينة من السكان، لا داعى له، لأن أحدًا لن يبق على قيد الحياة في محيط 25 كيلومترًا بوسط المدينة، وستستمر الحرائق داخل المدينة لعدة أسابيع وحولها لعدة أيام، كما أن أنفاق المترو إما ستكون دمرت أو ردمت تحت أطنان المخلفات التي انصهرت وأغلقته تماما، ولن يبق أكسجين لا فوق الأرض، ولا في مترو الأنفاق، الذي ينظر إليه على أنه الملجأ النووي الافتراضي، وسيفوق عدد القتلى ال10 ملايين نسمة، وستختفي العاصمة الروسية موسكو، ولن تكون صالحة لوجود أى كائنات حية لعشرات من السنوات. اللافت أن التقرير الذي دفع مراقبين إلى التشاؤم خلا من بنود وقائية يتعين على الروس تبنيها لمواجهة خطر من هذا النوع، لكن خبراء خففوا من أهمية ذلك، مشيرين إلى أن مضمون التقرير لا يزيد على كونه "معطيات افتراضية" تبدو بعيدة عن احتمال وقوعها على الأرض وأقرب لأن تكون فيلمًا سينيمائيًا لم تتضح خاتمته الفنية بعد.