تفكر إدارة اوباما في أن تعرض في غضون شهرين – ثلاثة اشهر اقتراحا لتحطيم الطريق المسدود في المسيرة السلمية يتضمن مبادىء لتسوية دائمة اسرائيلية – فلسطينية. وسيعرض وزير الخارجية الامريكي جون كيري الخطة الأمريكية اذا ما استمرت المراوحة في المفاوضات المباشرة بين الطرفين ولم يتحقق تقدم ذو مغزى. وقالت رئيسة ميرتس النائبة زهافا غلئون ل "هآرتس" أمس انه في المحادثات التي أجرتها الاسبوع الماضي مع مسؤولين امريكيين، فلسطينيين وعرب طرح أن كيري أطلع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على النية لعرض اقتراح كهذا في لقاء السبع ساعات بينهما في روما قبل اسبوعين. وقال موظف اسرائيلي كبير مطلع على المحادثات مع الفلسطينيين ان الحديث يدور عن اقتراح جسر يفكر الامريكيون بوضعه على الطاولة اذا لم يطرأ تقدم في المحادثات حتى كانون الثاني. وقال مسؤولون في السلطة الفلسطينية انه كي يكون الاقتراح الامريكي واقعيا، فان عليه أن يقوم على أساس مبدئين: ان يعنى باتفاق دائم وان يطرح جدول زمنيا محددا مسبقا لتنفيذ كل المراحل، بما فيها المسائل الجوهرية. هذا ويهبط مساء اليوم في اسرائيل وزير الخارجية كيري ويعقد غدا لقائين منفصلين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) ومع رئيس الوزراء نتنياهو. وسيوضح نتنياهو لعباس بان الولاياتالمتحدة معنية بان ترى تقدما في المفاوضات وبداية مباحثات جدية على المسائل الجوهرية، مع التشديد على الحدود والترتيبات الامنية. وقالت غلئون امس ان "ادارة اوباما تعتزم عرض اختراق سياسي في بداية 2014. فالامريكيون معنيون بالانتقال من مرحلة التنسيق بين الطرفين الى مرحلة التدخل النشط. وسيضعون في كانون الثاني القريب خطة سياسية جديدة، تتضمن كل المسائل الجوهرية وتكون على أساس خطوط 67 مع تبادل متفق عليه للاراضي. وستتضمن الخطة جدولا زمنيا متدرجا للتطبيق، ستتناول ايضا بعد السلام الاقليمي حسب مبادرة السلام العربية وستتضمن خطة اقتصادية لاستثمار المليارات في الاقتصاد الفلسطيني". وقال كيري أمس في مؤتمر صحفي في السعودية ان التقارير عن خطة سلام امريكية "غير دقيقة". وشدد على أن الولاياتالمتحدة ستواصل المسار الحالي للمفاوضات السلمية في الشرق الاوسط واشار الى أنه "لا توجد في هذه المرحلة خطة اخرى". اما في القدس بالمقابل فلم ينفوا تصريحات النائبة غلئون. فقد اشار موظف اسرائيلي كبير الى أن "اسرائيل ستكون مستعدة لفحص كل اقتراح يحافظ على المصالح الحيوية لامن دولة اسرائيل". وبعد وقت قصير من ذلك تناول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الامر في جلسة كتلة الليكود. فقد قال نتنياهو ان اسرائيل ستفحص كل اقتراح يعرض عليها في المفاوضات مع الفلسطينيين، "ولكننا لن نقبل اي املاء خارجي ولن يجدي اي ضغط". وقال رئيس الوزراء ذلك ردا على اقوال وزير الداخلية جدعون ساعر الذي دعا بان الفلسطينيين يشددون المواقف على أمل أن تكون بعد فشل المحادثات محاولات من جهات دولية فرض تسوية على اسرائيل. وقال ساعر: "يجب الايضاح منذ الان بان محاولات الالتفاف على المفاوات ستفشل".
وبدا نتنياهو في الجلسة متشائما بالنسبة للمفاوضات. "لا أرى تغييرا في الموقف الفلسطيني منذ 1993"، قال. وسألت النائبة تسيبي حوتوبيلي نتنياهو اذا كان يسعى الى اتفاق انتقالي. فنفى نتنياهو وقال: "نحن نتحدث بالضبط على العكس – التطلع الى تسوية دائمة. تسوية دائمة كي لا تكون مطالب اخرى لاحقا". واشار موظف اسرائيلي كبير الى أن هدف اقتراح الجسر الامريكي سيكون محاولة اغلاق الفجوات الهائلة بين مواقف الطرفين. ويأتي اقتراح الجسر لدفع الطرفين الى الموافقة على سلسلة مبادىء عامة للتسوية الدائمة. مثال على مثل هذه المبادىء يمكن أن يكون التوافق على أن تتقرر حدود الدولة الفلسطينية على اساس خطوط 67 مع تبادل للاراضي. مثال آخر قد يكون القول ان دولة فلسطينية ستكون مجردة من السلاح وأن قوات الجيش الاسرائيلي ستنسحب من الضفة الغربية بشكل متدرج على مدى بضع سنوات. وسيكون الاقتراح اساسا جديدا بموجبه يكون ممكنا اجراء مفاوضات جدية اكثر ويلزم الطرفين على هجر المواقف الاساس المتصلبة التي يعرضانها في الاسابيع الاخيرة. بعد التوافق على هذه المبادىء العامة يجري الطرفان مفاوضات على التفاصيل. "اقتراح الجسر الامريكي هو خيار فقط ولن يعرض الا اذا لم يحقق الطرفان تقدما .