قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حاولت أن تستهين بالغضب المثار حول برنامج التجسس الخاص بوكالة الأمن القومي الأمريكية ولم تنفجرغاضبة الا بعد أن طالت مزاعم التجسس على الهواتف مكالماتها شخصيا. وقالت الصحيفة في تقرير أوردته -على موقعها الإليكتروني- اليوم السبت أن الرئيس الأمريكي قال في كلمة له " لو أردت أن أعرف ما تفكر فيه ميركل فسوف اتصل بها" ولكن يبقى السؤال هل كان أوباما جادا في كلمته التي أدلى بها منذ شهرين أم كانت كلمات ضمنية ساخرة . وتابعت لم يعد كلام أوباما يهم كثيرمن الألمان لان تسريبات التنصت على مكالمات ميركل الهاتفية قد أثار حالة من التوتر بين البلدين. ونقلت الصحيفة قول عضو البرلمان عن حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطى الحاكم ورئيس لجنة الشؤون الأوروبية في البرلمان الألمانى جونتر كريشباوم أنه لو كانت هذه الفضيحة صحيحة فإنها تعدخرقا لروابط الثقة بين البلدي، ولكن لاتبدو صورة أوباما هي الوحيدة السيئة في هذا الشأن فقد قضت ميركل والعديد من وزراء الحكومة فترة الصيف قبل انعقاد الانتخابات محاولين تجاهل قصة تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية. و يقرأ الملايين من الألمان من مستخدمى الأنترنت يوميا أن اتصالاتهم أصبحت واحدة من أهداف الاستخبارات الأمريكية ويريدون من ميركل أن تتقدم بشكوي لدى الحكومة الأمريكية ولكن بدلا من ذلك أرسلت وزير داخليتها هانزبيتر فريدريك إلى واشنطن الذي اعرب لدى عودته عن ثقته فى الإدارة الأمريكية وطالب الألمان بأن يكونوا ممتنين لحمايتهم من اي هجوم إرهابي، ومن المفارقات أن نفس الوزير يطالب الآن باعتذار رسمي من الولاياتالمتحدة على قضية التجسس على ميركل. وفي كلمة لميركل أمس الأول الخميس في قمة للاتحاد الأوروبي ببروكسل قالت /لم أكن منزعجة من التجسس على هاتفي ولكن عملية التجسس هذه أثرت على المواطنين الألمان أنفسهم . وأوضح كريشباوم إن هذه القضية حساسة جدا بالنسبة لميركل نظرا لنشأتها في شرق ألمانيا حيث جهاز الخدمة السرية "ستاسي" الذي كان منتشرا آنذآك في كل مكان قد جعلها على إدراك تام بقضية الخصوصية. و قال لو سلمنا بأن هذا هو الأمر فسوف يتساءل الكثير من الألمان لماذا لم توجه ميركل انتقادها الشديد لامريكا الا بعد ذيوع أخبار التنصت على مكالماتها ولماذا وضعت العلاقات بين امريكاوألمانيا قبل قضية الحقوق المدنية لمواطنيها/؟ وقال جوشن شتات، مؤرخ بجامعة برلين الحرة، أنه نظرا إلى اعتقاد ميركل بأن المعلومات القليلة التي تم جمعها كانت جيدة ولكنها لم تستهدفها بعينها فإنها لم تري تأثيرأنظمة المراقبة العشوائية ولذا لم تحرك ساكنا. ونوه شتات إلى أن العديد من الألمان تأثروا بهذه الفضيحة جدًا، وأن الميزان بين الحاجة إلى الأمن والحاجة إلى الخصوصية تختلف معاييره بين المانيا من جانب وبريطانيا وأمريكا من جانب آخر و المخاوف المتزايدة حول مسألة الخصوصية قد أججت حدة الغضب على الإدراة الأمريكية. ولن يستطيع الساسة الألمان التغاضي عن المشكلة أكثر من هذا لان قضية حماية المعلومات قد أصبحت واحدة من القضايا التي ستناقش في الحكومة الإئتلافية الجديدة حيث قال زيجمار جابريل زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني الذي سيكون الشريك الاصغر في الحكومة الالمانية اذا تم توقيع اتفاق بشأن تشكيل حكومة ائتلافية خلال الأسابيع القليلة القادمة "لن نعمل على حماية خصوصية ميركل وحدها في المستقبل ولكننا سنطالب بهذا الحق ل 82 مليون مواطن الماني .