قال علي العريض، رئيس الحكومة التونسية، “لدي معلومات صحيحة ومؤكدة أن الإرهاب لا يريد للحوار الوطني أن ينجح”. وأضاف العريض، في حوار مع التلفزيون الرسمي، الخميس، ”هناك تأثير كبير وسلبي للعمليات الإرهابية على مسار الحوار الوطني”، مؤكدًا أن “كل العمليات الأمنية ضد الإرهاب ستكون بتعاون مشترك بين الجيش والشرطة والحرس والحماية المدنية”. وشهدت تونس الأربعاء، مقتل سبعة أفراد من عناصر الحرس الوطني، وإصابة آخرين في مواجهات مع مسلحين مجهولين في مدينتي سيدي بوزيد (وسط) ومدينة “منزل بورقيبة” بمحافظة بنزرت (شمال). وجدد لعريض الخميس، تعهده باستقالة حكومته شرط تلازم مسارات خارطة الطريق التي تقدم بها الرباعي الراعي، قائلاً: “مستعد للالتزام باستقالة الحكومة بعد 3 أسابيع شريطة تنفيذ كل طرف كامل مراحل خارطة طريق الرباعي بما في ذلك المتعلقة بالمسار التأسيسي حتى نتجنب دخول البلاد في حالة فراغ وغموض”. ومسارات الخارطة تلزم استكمال المصادقة على الدستور وإحداث الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وإقرار تاريخ للانتخابات واستقالة الحكومة. وكان من المفترض أن تنطلق أولى جلسات الحوار الوطني بتونس مع الساعة الثالثة من عصر أمس الأربعاء بتوقيت تونس (الساعة 14.00 ت غ)، بعد أن يكون رئيس الحكومة على لعريض قد تعهد في مؤتمر صحفي بمقر الحكومة بالاستقالة. لكن خطاب لعريض تأخر حتى مساء أمس الأربعاء، وتعهد فيه باستقالة حكومته، لكن “في إطار تلازم وتكامل مختلف مراحل إنجاح الحوار الوطني التونسي”. وأشار إلى أن بيانه تأخر عن موعده لخمس ساعات بسبب تطور الأحداث في مدينة سيدي بوزيد (وسط) التي شهدت مواجهات بين رجال الأمن ومسلحين. وأطلقت مبادرة الحوار الوطني في 17 سبتمبر، لإيجاد حل للأزمة السياسية، التي تعيشها البلاد منذ اغتيال المعارض محمد البراهمي في 25 يوليو. والمبادرة مدتها أربعة أسابيع، يتم خلالها استئناف عمل المجلس الوطني التأسيسي، والمصادقة على الدستور الجديد، وإصدار قانون الانتخابات، وحل الحكومة الحالية، وتشكيل أخرى جديدة برئاسة شخصية وطنية مستقلة.