ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن مسئولي قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" في أفغانستان أعربوا عن تفاؤلهم وثقتهم في أن الساسة الأفغان وكبار النخبة هناك سوف يوقعون على الاتفاقية الأمنية المقترحة مع واشنطن لضمان وجود قوة عسكرية أمريكية في البلاد عقب رحيل القوات الأجنبية منها في نهاية العام القادم. وأفادت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني- أن هذه الأنباء تأتي رغم استعداد قوات الناتو في أفغانستان لقدوم شتاء دموي وعاصف يتزامن مع الانتخابات الرئاسية في أفغانستان، حيث من المتوقع أن تشهد البلاد تصاعدا في الهجمات المسلحة والاغتيالات السياسية وذلك في موسم غالبا ما كان يجلب معه هدوءا في الاعمال القتالية، موضحة أن هذه التقييمات المتفائلة ظلت مع ذلك متناقضة مع تصريحات المتحدث باسم الحكومة الأفغانية في كابول بأن بعض جوانب الاتفاق لا تزال حتى الآن قيد النقاش. وفي هذا السياق، رأى مسئولون أمريكيون أنه في حال تم إبرام الاتفاقية في وقت قصير عقب قيام اللجنة الاستشارية الأفغانية بمراجعة بنودها خلال الشهر القادم، فإن الولاياتالمتحدة وشركاءها ربما يتوفر لديهم الوقت الكافي لحشد الدعم السياسي والتمويل اللازمين للإبقاء على عدة آلاف صغيرة من القوات الأمريكية والأجنبية في أفغانستان عقب عام 2014. وقالت الصحيفة:" إن هناك مسئولين غربيين يرون أن الأشهر القادمة سوف تكون فارقة في مسار الحرب في أفغانستان وذلك في ضوء الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في شهر ابريل وزيادة الشكوك والمخاوف بشأن الدور الدولي في هذه الدولة التي تعتمد على المساعدات، فيما رجح آخرون أن تسعى حركة طالبان لتعزيز تواجدها في الشارع الأفغاني في الوقت الذي سينخفض فيه تعداد القوات الأمريكية من 51 ألف جندي إلى 34 ألفا في فبرايرالمقبل". وتعليقا على هذا الشأن، نقلت الواشنطن بوست عن مسئول عسكري امريكي رفض ذكر اسمه قوله في بروكسل -حيث يجري وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل اجتماعات مع نظرائه من الدول الصديقة - إن المجموعات المسلحة في أفغانستان سوف تحاول تعكير صفو العملية الانتخابية بل وستعمل أيضا على زعزعة استقرار العملية السياسية الموسعة. الجدير بالذكر أن الاتفاقية الأمنية الأفغانية -المعروفه باسم الاتفاقية الأمنية الثنائية- بدت متراجعة خلال الأسابيع الأخيرة الماضية عندما تحدت الرئيس الأفغاني حامد كرزاي باستخفاف عن ميراث الناتو في بلاده غير أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري عندما سافر إلى كابول أن الجانبين حققا انفراجة وتوصلا إلى صيغة تفاهم بشأن القضايا العالقة.