شهدت عدة مدن مصرية في الساعات ال 24 الأخيرة حوادث أمنية وتفجيرات على خلفية الاضطرابات السياسية التي تشهدها منذ عزل الرئيس، محمد مرسي، تنوعت ما بين تفجيرات وقتل ضابط وحرق ممتلكات وقبض على متهمين. فقد أشعل مجهولون النيران، فجر اليوم، في عدد من المنازل والمحال المملوكة لأعضاء بجماعة الإخوان المسلمين، في قرية بمحافظة دمياط، في دلتا النيل شمالي مصر. ووفق شهود عيان، فإن ذلك جاء على خلفية الاشتباكات التي وقعت أمس بين مؤيدين ومعارضين لمرسي في مظاهرة شهدتها قرية البصارطة بدمياط، بالأسلحة البيضاء والهراوات والحجارة، أسفرت عن إصابة 6 أشخاص بجروح متفرقة. وفيما قدم معارضون لمرسي بلاغات إلى الشرطة بقيام مؤيدين له، بالاعتداء عليهم في الاشتباكات، أشعل مجهول النيران بمنزلين وورشتي نجارة مملوكين لأعضاء من الجماعة اليوم. وحاول البعض منع سيارات المطافئ من الوصول لمكان الحريق الذي تم السيطرة عليه من جانب قوات الحماية المدنية قبل أن يأتيعلى المباني. وخرجت مسيرات في عدة أنحاء في دمياط، معظمها لمؤيدي مرسي، في إطار فعاليات أسبوع "الشباب عماد الثورة" الذي دعا إليه "تحالف دعم الشرعية" الداعم لمرسي والمسؤول عن تنظيم المظاهرات المناهضة لما يصفه ب "الانقلاب العسكري". من ناحية أخرى، سادت حالة من القلق بمنطقة المجذوب بغرب مدينة أسيوط، جنوبي مصر، إثر العثور على قنبلة أسفل سيارة خاصة يملكها عقيد شرطة بجوار قناطر المجذوب الأثرية. ووفق مصادر بمديرية أمن أسيوط فإن القنبلة بدائية الصنع، وتم تمشيط المنطقة بحثا عن أي قنابل أخرى، والتحقيقات جارية حول ملابسات وجود القنبلة في هذا المكان. ويأتي هذا بعد يوم من انفجار عدة قنابل في أنحاء متفرقة من البلاد، في ظاهرة تعد الأولى من نوعها التي يتم فيها التوسع في استخدام القنابل، وضد أهداف متعددة، وخاصة الشرطية والعسكرية منها. وانفجرت أمس الجمعة قنبلة يدوية في كمين للشرطة بمنطقة مسطرد على الحدود بين محافظتي القاهرةوالقليوبية؛ مما تسبب في إصابة اثنين من المجندين واثنين من المدنيين. وبالتزامن مع ذلك انفجرت قنبلة بدائية الصنع، ألقى بها مجهولون على كمين باسوس على الطريق الدائري في مركز القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، شمال القاهرة، أثناء وقوف قوة من أفراد الشرطة على الطريق لتأمين السيارات، مما أسفر عن تلفيات بإحدى سيارات الكمين والحجرة الخاصة به، دون تسجيل إصابات بشرية. وفي ذات اليوم، قٌتل ضابط شرطة برتبة ملازم أول في أحد شوارع مدينة العريش، مركز محافظة شمال سيناء، شمال شرق، على يد مجهولين، وتم تشييعه في جنازة عسكرية اليوم بمحافظة بورسعيد القريبة من سيناء. وانفجرت عبوة ناسفة على طريق الشيخ زويد- الجورة بشمال سيناء، بعد مرور آليات عسكرية، ولم تسبب خسائر تُذكر، بحسب شهود عيان. وأصيب 3 أشخاص، بينهم شرطيين اثنين، كانوا يجلسون على إحدى المقاهي في إطلاق نار من قبل مسلحين ملثمين كانوا يستقلون دراجة نارية في مدينة بورسعيد. وتتعرض مواقع عسكرية وشرطية لهجمات منذ عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو/تموز الماضي، في عدة محافظات، وخاصة شبه جزيرة سيناء، شمال شرق، أسفرت عن مقتل العشرات من أفراد الجيش والشرطة، لا تعلن جهة مسؤوليتها عنها إلا في أحوال نادرة. وفي تطور أمني آخر، قال مصدر أمني بوزارة الداخلية إن حصيلة المقبوض عليهم في مدينة كرداسة بمحافظة الجيزة، غرب القاهرة، وصل إلى 230 شخصا، من المتهمين بقتل 11 ضابطا في قسم شرطة المدينة، الشهر الماضي، والتحريض على العنف وحيازة أسلحة ومخدرات. وتنفذ قوات مشتركة من الشرطة والجيش عملية أمنية في المدينة منذ 19 من الشهر الجاري، بهدف القبض على المتهمين في قتل الضباط وللبحث عن متهمين في قضايا "التحريض على العنف". وألقت أجهزة الأمن في محافظة المنيا، جنوبا، القبض على 33 شخصا متهما باقتحام وحرق مراكز للشرطة ومنشآت عامة ودور عبادة مسيحية، بحسب ما أعلنته مصادر أمنية اليوم. وفي محافظة بني سويف، جنوبا، ألقت الشرطة القبض على 2 من جماعة الإخوان و16 آخرين من المتهمين بحرق منشآت حكومية. كما أعلنت مديرية أمن محافظة الإسكندرية الساحلية، شمالا، في بيان لها اليوم أنها ألقت القبض على عضو بجماعة الإخوان، فيما لم تذكر التهمة الموجهة له. وتشن أجهزة الأمن حملة ضبط وإحضار في صفوف جماعة الإخوان بتهم تتعلق ب "التحريض على العنف وترويع المواطنين وحيازة أسلحة والاعتداء على المنشآت" خلال احتجاجاتها على عزل الرئيس مرسي. ومن ناحيتها تتبرأ الجماعة من هذه التهم، وتقول إن احتجاجاتها سلمية، متهمة السلطات بالسعي ل "تشويهها والضغط عليها لوقف الاحتجاجات".