ألقى جمال سعد حاتم رئيس تحرير مجلة التوحيد الناطقة بلسان جماعة أنصار السنة المحمدية( إحدى القوى السلفية في مصر ) فى تصريحات خاصة " للمشهد " باللوم في أحداث العباسية ، على معتصمى التحرير ،موجها رسالة لهم بأن يتقوا الله في مصر . وذكر سعد إن أصحاب المطالب الفئوية ( المعتصمين فى التحرير ) استهانوا بهيبة الدولة وجعلوها فى مرتبة الدنيا ، حتى أصبح الفرد العادى فى الشارع لايوقر أحد ، وكل هذا نابع من عدم وجود منهج عقدى تربى عليه الأفراد . و أضاف :" الكل يريد أن يضرب بعصى سحرية حتى تتحقق مطالبه ، ولا يبالى إذا كان رب البيت " المسؤولين " قادرين على ذلك أم لا ، فالذى يجرى فى التحرير وما جرى فى العباسية يؤدى إلى الغثيان ,فإغلاق مجمع التحرير وتعطيل مصالح الناس ، و التهديد بإغلاق أكبر مجرى مائى فى العالم ، والتهديد بتعطيل المترو , وغيره ، كل هذا أثر على البورصة وفرص الاستثمار وبالتالى عاد بالسلب على الحالة الإقتصادية فى البلاد لدرجة أن الدولة خسرت مليارات الدولارات منذ الاعتصام الأخير ، هل تعرف أن مصر منذ 25 يناير فقدت أكثر مما فقدته فى حقبة الطغاة كما يسمونها ، فلم تخسر مصر خلال 30 عام ما خسرته فى الأشهر القليلة الماضية ". و أضاف :" لا نعرف لماذا ذهب المعتصمون إلى ميدان العباسية ؟ وماذا يريدون ؟ هل مطالبهم لا تسمع فى ميدان التحرير ؟ أم أنهم يريدونها فتنة بين الجيش و الشعب ؟ . و أضاف :" المعتصمون فى التحرير لايرضيهم شئ ، تم إقالة الحكومة وتشكيل حكومة أخرى ومع ذلك مازالوا معترضين ، أصبح هناك علانية للمحاكمات و تفريغ للجهات القضائية المختصة فى قضايا قتل المتظاهرين لضمان سرعة المحاسبة ، ومع ذلك تسود حالة من عدم الرضا بينهم ، حتى د – عصام شرف الذى جاءوا به من التحرير سمعنا أصوات تتهكم عليه قائلة " أصله بتاع جوامع بس " و أصوات أخرى تريد سحب الثقة منه ومن حكومته ، بل وصل الأمر إلى هتافات تنادى بضرورة إسقاط المشير و المجلس العسكرى . وتساءل :" هل هذه هى الحلقة الأخيرة من الفوضى الخلاقة التى نادت بها كونداليسا رايس وزيرة خارجية أمريكا السابقة ؟،مضيفا :" أرى الأن الشرق الأوسط الجديد الذى كانوا ينادون إليه" . ويذهب حاتم إلى أن أزمة الثقة لم تعد تقتصر على المجلس العسكرى و المتظاهرين فى جميع الميادين التى تشهد اعتصامات ، بل أصبحت سلوك جمعى يسود بين أفراد الشعب كله ، فالمجلس العسكرى فى حالة يرثى لها ,يريد أن يكون كما ظن الناس به أنه حامى لتلك الثورة ويريد كذلك أن يحافظ على المكتسبات التى تم تحقيقها . وسعد يرى أن سبيل الخروج من تلك الأزمة لن يتم إلا بالعودة إلى الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة وأن يلتزم المجلس العسكرى بما أعلنه بعد أن توافق الشعب عليه فى الاستفتاء الذى جاء فى مارس من أنه سوف تتم انتخابات تشريعية لمجلسى الشعب و الشورى ، ثم انتخاب لجنة تأسيسية لوضع الدستور ، ثم انتخابات رئاسية يتم انتقال الحكم فيها إلى رئيس منتخب بإرادة شعبية . وفى النهاية وجه حاتم رسالة إلى معتصمى التحرير قائلا لهم " أتقوا الله فى أنفسكم وفى مصر وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا " .