بدأ صباحي زيارته بورسعيد بوضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول في الصباح وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء بورسعيد وأبطال الحروب من 56 وحتى 25 يناير، وكان معه أسر وأبناء شهداء الحروب من 56 وإلى 25 يناير. ثم توجه حمدين صباحي في مسيرة سيرا على الأقدام إلى المنطقة التجارية وشارع الثلاثين وسط استقبال حافل من الأهالي الذين وجهوا له التحية، وتجاذب صباحي الحديث مع الأهالي الذين استوقفوه للتحية والسلام وانضم عدد كبير للمسيرة حتى وصلوا للحي التجاري. وفى الحي التجاري قدم له بعض أصحاب المحلات العصائر والحلوى وتبادلوا معه الحديث عن أحوال المدينة، وطالبته إحدى السيدات بأن يعدها بإعادة بورسعيد مدينة حرة كما كانت. وجلس صباحي على القهوة بدعوة من صاحبها، حيث التف حوله الأهالي في جلسة استطلعوا فيها رأيه عن الأحوال التي تمر بها مصر ورؤيته في سبل الوصول إلى حل يهدئ من الأوضاع الملتهبة. ومساء كان المؤتمر الذي أقامته الحملة وحضره أهالي الشهداء والجرحى وعدد من قيادات العمل الوطني في بورسعيد وعلى رأسهم البدري فرغلي. بدأ المؤتمر الذي اكتظ بالآلاف من أهالي بورسعيد بأغنية ألقتها فرقة السمسمية، وفى كلمته وجه صباحي التحية لأهالي بورسعيد وتقدم لهم بالشكر على الاستقبال الحافل الذي استقبلوه به قائلا إنه يعشق تراب تلك المدينة الباسلة التي من يحبها لابد أن يحب الشهداء والجرحى والشجاعة والبطولة والاستقلال والكرامة، ولابد لمن يحب بورسعيد أن يكره الفساد والاستبداد وإسرائيل. وأضاف: لا نحتفل ببور سعيد لنتعلم درس التاريخ بصورة صحيحة فقط .. وإنما لنرسم مستقبلنا بصورة صحيحة أيضا ولن يستطيع أحد طمس تاريخنا فستبقي بور سعيد صاحبة فضل علي مصر والدنيا كلها. وأكد "صباحي" في بورسعيد أن الشعب الذي لا يحترم شهداءه لا يحترم تاريخه وأن القصاص لشهداء 25 يناير ومنهم محمد راشد ومحمد التميمي واجب على كل مصري، حقهم في الحصول على أعلى الأوسمة وأسرهم على أكبر تعويض مادي، والمطلوب الآن محاكمة فورية لقتلة الشهداء أمام محكمة تحكيم مستقلة. وهنا .. قاطعه الحضور بهتافات مدوية: "دم الشهداء فى بورسعيد رافع راسنا جيل ورا جيل.. بورسعيد بلدنا حرة من قبل المنطقة الحرة.. بورسعيد يا أم الشهيد .. الليلة دي ليلة عيد". وعن ذكرى المقاومة البورسعيدية الباسلة في 56 قال صباحي: نجحت المقاومة بفضل شعب باسل وزعيم كان تعبيرا عن إرادة شعبه ولولا تضافر نضالهما معا ما نجحت المقاومة. وأكد صباحي في كلمته أن حبه وارتباطه ببورسعيد فضلا عن تاريخها الذي يمثل له ولكل جيله ذكرى للعزة والكرامة فإن رفيقة عمره من أبناء بورسعيد وأنه قضى فترة طويلة في بداية شبابه في تلك المدينة الباسلة. وذكر صباحي أهالي بورسعيد بكلمات أغنية المطربة شادية التي كانوا يتغنون بها في طفولتهم ورددوها معه، قائلا: من منا لا يتذكر تلك الأغنية التي غنينا بها لكل شارع فى بورسعيد: "أمانة عليك أمانة يا مسافر بورسعيد.. سلم على كل شارع دافع عنه شبابه.. وهاتلى وانت راجع شوية من ترابه.. تراب أرض البطولة.. والعزة والرجولة.. أمانة عليك أمانة.. تبوس لى كل إيد حاربت فى بورسعيد".