استنكر عدد من النشطاء السياسيين والصحفيين وصف المجلس الأعلى للقوات المسلحة لهم ب"البلطجية"، منتقدين نفى المجلس استخدام العنف ضد المتظاهرين. وقال زياد المصرى -طبيب بالمستشفى الميدان- خلال المؤتمر الذى عقد اليوم بنقابة الصحفيين عن الانتهاكات التى تعرضوا لها أثناء أحداث مجلس الوزراء، إن هذا المؤتمر للرد على اتهامات المجلس العسكرى لهم بأنهم بلطجية، مؤكدا أن من تم إلقاء القبض عليهم هم أطباء ومهندسون ونشطاء. وأشار المصرى إلى أنه أجرى اتصالاً بمساعد وزير الداخلية وأبلغه بأن الداخلية بعيدة تماما عن تلك الأحداث، موضحا أنه تم إجراء اتصالات بالقيادات العسكرية للحصول على هدنة لوقف حمامات الدم الموجودة، موضحا أنه بالفعل نجح ذلك، وبعدها تم الهجوم الكامل من قبل قوات الجيش على المستشفى الميدانى وميدان التحرير. وأضاف المصرى، أنه أجرى اتصالاً بأحد القيادات العسكرية بالمنطقة، وكان رده "آسف لما حدث"، موضحا أن تلك الكلمات تكررت أكثر من مرة قبل فى أحداث محمد محمود، والآن بشارع الشيخ ريحان، موضحا أنه تمكن من الدخول لمجلس الشعب لتحرير المعتقلين، الذى وصل عددهم ما يقرب من 45 شخصا، وكانوا موثقين من الخلف على الأرض، وتم التعامل معهم على أساس أنهم الكفرة المخربون للبلد. وأوضح أن سبب ذلك هو عدم وجود تنسيق بين الجنود والقيادة، مشيرا إلى أن الجنود كانوا يضربون المتظاهرين بدون تلقيهم أى أوامر بالضرب، وكانوا يفعلون ذلك من تلقاء أنفسهم. ومن جانبه، قال حسن شاهين -الصحفى بجريدة البديل- والذى قام بإنقاذ الفتاة المنتقبة التى تم سحلها بالميدان وتعريتها، أنه نزل إلى ميدان التحرير لتغطية الأحداث التى شهدها محيط مجلس الوزراء، وبمجرد سماع خبر اشتعال النيران فى المجمع العلمي، للتأكد من الخبر لنشره، وكانت بجواره الفتاة التى ظهرت فى الفيديو، لافتاً إلى أنها رفضت ذكر اسمها وبمجرد كسر قوات الجيش للسور بشارع الشيخ ريحان واقتحام ميدان التحرير، ومن تدافع رجال الأمن على الميدان سقطت الفتاة وتم سحلها، وعندما قام بمحاولة إنقاذها تعرض للضرب والسحل على الرغم من إظهار هويته. وأوضح شاهين فى شهادته، أن الجيش استخدم عصيان حديدية وخشبية وكانوا يضربون المتظاهرين بعنف، موضحا أنه رأى جنديا يحمل سكينا لفض الاعتصام، وعندما تحرك للمستشفى الميدانى كانت قد اقتحمت وأيضا مسجد عمر مكرم، موضحا أنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام ضد المشير محمد حسين طنطاوى واللواء حسن بدين -مدير إدارة الشرطة العسكرية- واللواء حسن الروينى -قائد المنطقة العسكرية المركزية- وذلك لقتل المتظاهرين وسحلهم وانتهاك الشرف. وأضاف الشيخ محمد عبد العظيم، أنه نزل لأداء صلاة الجمعة فى مسجد عمر مكرم وتواجد عقب الصلاة بشارع القصر العينى وكان بجوار الشهيد الشيخ عماد أمين عام دار الإفتاء وبعدها فوجئ بتعدى الجنود عليه بالضرب على الرغم من إصابته بمرض السكر وتم الاعتداء عليه بشكل وحشى، واصفاً ذلك بأنهم ليسوا آدميين. وأوضح عبد العظيم، أنه بمجرد فقده للوعى تم سحله على الأرض وإدخاله لمبنى مجلس الوزراء وتم توثيقه بالحبال من الخلف، واعتدى عليه الجنود، مشيرا إلى أنه تم رشهم بالمياه التى تحولت إلى بركة من الدم، مضيفا أنه سمع أحد المدنيين المساندين لقوات الأمن يقول "انتوا عايزين تركبوا البلد يا تموتوا انتوا يا نموت إحنا". ومن جانبه، شدد جمال فهمى -وكيل أول نقابة الصحفيين- على أن الوحشية التى ارتكبتها قوات المجلس العسكرى عار على المجتمع وعلى مصر، مؤكدا أن هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا مصريين، مؤكدا أن ما حدث محاولات وقحة وفجة ومن قبل المجلس العسكرى وهؤلاء لا يستحقون أن يكونوا بشرا أو مصريين. وأكد فهمى، أننا لن ننحنى ولن نعود، مشيرا إلى أن النقابة شرفت بتقديم الحقائق وتوضيح الأحداث من هؤلاء الذين تعرضوا للجرم، ونحن دائما نعرض الحقائق وليست الأكاذيب، قائلاً "إن هذا الجرم لن يحدث مع إسرائيل فكيف يحدث مع مصر؟".