قبل مرور 10 أيام على بدء جلسات المجلس الاستشاري المنوط به تقديم الرؤى السياسية للمجلس العسكري، تقدم 10 أعضاء باستقالاتهم اعتراضًا على أحداث مجلس الوزراء التي وقعت فجر الجمعة - وهم شريف محمد زهران و حسن نافعة، و لبيب السباعى و حناجر يس و معتز بالله عبد الفتاح وزياد على و نادية مصطفى ومنار الشوربجى و أبو العلا ماضي وسامح عاشور الأمر الذى أوجد عددًا من ردود الفعل فى الأوساط الحقوقية والسياسية. في البداية يقول محمد زارع - رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي - إن المجلس الاستشاري وُجد لكي يكون شوكة في حلق مجلس الشعب وينتقص من دوره ولكي يكون الوسيط بين المجلس العسكري والبرلمان، موضحًا أن من استقالوا هم فقط من عادوا إلى صوابهم لأن التعامل مع العسكري خيانة للثورة. وأضاف كيف لمصريين وطنيين أن يتعاونوا مع جيش يقتل أبناء وطنه بدم بارد، جيش أهان المصريين بشكل يتجاوز تعامل الجيش الإسرائيلي مع الفلسطينيين؟!. فيما اختلف معه علاء شلبي - أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان - وقائلاً: أري أن الاستقالات غير مسؤولة وكان الأجدر بهم طالما رضوا بالمنصب أن يحاولوا إيقاف نزيف الدم بتقديم التوصيات أو النزول إلى الشارع ومحاولة تقريب الرؤى إلي المجلس العسكري. وأوضح أن المفترض فيمن قبلوا المنصب أنهم وافقوا عليه لخدمة الوطن ولذلك لا يجب تخليهم عن الوطن. وقال محمد الدماطى المحامى وعضو مجلس نقابة المحامين، إن فكرة المجلس الاستشاري في الأصل كانت خاطئة، مشيرًا إلى أنه كان من المفترض أن يتقدم الأعضاء كافة باستقالة جماعية لهذا المجلس لكي يشعروا الشعب بأن هناك احتجاجا على هذه الأوضاع والأحداث المسيئة، لافتًا إلى أن الغرض من المجلس كان لأجل امتصاص غضب الثوار ليس إلا. وأوضح الدماطى أن العسكري تصور أن المجلس الاستشاري سيمتص غضب الثوار ومطالبهم ولا يعرف أن مطالبهم لم يتنازلوا عنها. وتابع: إن المجلس الاستشاري لم يقم بأي دور حاليًا وما زالت المحاكمات العسكرية قائمة ولم يكن له أساس قانوني أو دستوري، فلذلك موافقتهم من الأول كانت خاطئة، مؤكدا أن كل ما يحدث المجلس العسكري له يد فيه. من جانبه قال أسعد هيكل المحامى والناشط الحقوقي إن أعضاء الاستشاري ليس لهم دور أصلا وبالأخص بعدما وضع المجلس العسكري خريطة خاطئة لمسار الثورة وعدم البت في المرحلة الانتقالية لوضع الدستور الجديد وهذا يعتبر إجهاضًا للثورة والتفافا عليها. وأضاف هيكل، أن أعضاء المجلس الاستشاري وجودهم صوري فقط وليس لهم دور فعلى ولم يكن لهم أي تأثير والأحداث الجارية دليل على هذا، مؤكدا أن استمرارهم سيحملهم مسئولية الأرواح التي قتلت أمس واليوم. وأشار هيكل، إلى أن العسكري لم يستمع لأحد ووجود استشاري أصبح عبئًا عليه، قائلا "حينما توشك السفينة على الغرق يقفز منها من يريد النجاة بنفسه" وهذا ما فعله "الاستشاري"، وبعدما اكتشفوا أن العسكري لا يخدم الثورة.