قضت محكمة فرنسية أمس على المناضل الماركسي كارلوس الثعلب بالسجن مدى الحياة للمرة الثانية لادانته عن هجمات بقنابل قتلت 11 شخصا قبل حوالي 30 عاما. المتهم الفنزويلي (62 عاما) واسمه الحقيقي ايليتش راميريز سانشيز محبوس في فرنسا منذ نحو 20 عاما حيث يقضي حكما بالسجن مدى الحياة في قضية منفصلة تتعلق بقتل ضابطي شرطة ومرشد في باريس عام 1975. بعد الحكم على راميريز بالسجن مدى الحياة مرة اخرى قالت محكمة الارهاب الخاصة التي تتألف من سبعة قضاة في باريس انه ينبغي أن يقضي 18 عاما في السجن كحد أدنى. راميريز متهم بتدبير اربع هجمات منفصلة في فرنسا على قطارين ومحطة قطارات وشارع في باريس أودت بحياة 11 شخصا وأصابت ما يقرب من 200. قال ممثلو الادعاء ان التفجيرات كانت رده على اعتقال الشرطة لاثنين من عصابته بينهما حبيبته وقالوا انه لا يزال يشكل خطرا على الناس. تحدث راميريز -الذي كان يوما احد أخطر المجرمين الدوليين المطلوبين- الى المحكمة على مدى خمس ساعات واصفا نفسه بأنه "الشهيد الحي" دفاعا عن براءته. قال للمحكمة رافعا صوته "انا في السجن... مدان في قضية اتخذ فيها قرار مسبق." خلال الحرب الباردة حصل على دعم من الاتحاد السوفيتي ودول بالشرق الاوسط وشن هجمات في جميع أنحاء أوروبا لاكثر من عقدين قبل اعتقاله في السودان عام 1994. ونفى راميريز أي تورط في التفجيرات الاربعة في عامي 1982 و 1983 على أحد شوارع باريس وقطارين ومحطة قطارات في مرسيليا. وانهار راميريز وارتعش صوته القوي في نهاية كلمته عندما قرأ ما قال انه اخر وصية للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وقرأ من النص قائلا "سأواصل النضال" قبل ان يصمت محاولا التغلب على مشاعره. ورفع مجموعة من نحو عشرة شبان في قاعة المحكمة بقبضاتهم في الهواء وهم يهتفون تشجيعا لراميريز. يوجه معارضو راميرز الاتهام له بأنه قاتل مأجور وتتهمه جماعة اخرى كانت تؤيده في السابق وتحولت للشهادة ضده بانه قاتل بدم بارد لكن راميريز قدم نفسه في اليوم الاول من المحاكمة على انه "ثوري بحكم المهنة." يرى راميريز نفسه كبش فداء وتساءل لماذا لم يتم اعتقال اي شخص في فرنسا في هذه الهجمات. ويقول راميريز ومحاموه ان الادلة في القضية تستند الى شهود غير موثوق بهم ونسخ من وثائق أرشيف المخابرات في أوروبا الشرقية. لكن ممثلي الادعاء قالوا ان راميريز لا يزال يشكل خطرا على الناس وطالبوا بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة مرة اخرى وأن يقضي منها 18 عاما في السجن كحد أدنى.