كشفت دراسة قام بها «مركز البحوث والدراسات بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، حول الفتيات الهاربات السعوديات أن «الكلام المعسول» والوعد بالزواج أكثر وسيلة أثرت فيهن من الشخص الأجنبي ليخرجن معه، وهناك من تأثرن بالتهديد بنشر الصور أو الصوت، وجاءت وسيلة التأثر بالوعد بالمال والهدايا في المرتبة الأخيرة. أشارت الدراسة الي ان عدد الهاربات من منازلهن على مدى ثماني سنوات في جميع المناطق بلغ529 حالة، تصدرت الرياض المقدمة ب 342حالة، ثم مكةالمكرمة 98 حالة، فالشرقية 36 حالة، ثم المدينةالمنورة 23 حالة هروب فتيات، وتبوك 9، والقصيم 5، و4 حالات في كل من جازان والجوف و3 حالات في كل من عسير والحدود الشمالية وحالة هروب واحدة في كل من نجران وحائل، ولم تسجل الهيئة أي حالة هروب في حائل خلال هذه الفترة. أكدت الدراسة على أن «هروب الفتيات» ظاهرة عالمية تعاني منها المجتمعات العالمية «إلا انها في السعودية لم تصل إلى حد الظاهرة لأسباب تعود إلى طبيعة المجتمع السعودي المتدين»، وحذرت الدراسة من التهاون في علاجها ووضع البرامج الوقائية للحد منها وحصارها، لما ينطوي عليها من خطورة على الفتيات وهن أمهات المستقبل، و«مما ينعكس على سمعة المجتمع المسلم المحافظ، ورغبة المسؤولين في البلاد في معالجتها في وقت مبكر قبل استفحالها، لما قد تؤدي اليه من اخطار شرعية واجتماعية وأمنية.». اكد الباحثون القائمون على الدراسة «ان المشكلة لا تزال في بدايتها، وتناولها في وقت مبكر يحول بينها وبين أن تتحول إلى ظاهرة مقلقة خاصة أن المسالة تعتبر أمرا محرجا وشديد الحساسية بالنسبة للضحية وذويها، فقد ترفض الفتاة الهاربة العودة لاسرتها، ومن ثم لا بد من ايجاد المخرج لها الذي يكفل صيانة العرض، وايجاد الحل المقبول شرعا. أظهرت الدراسة أن 51.4% من الفتيات الموقوفات في قضايا هروب من منازلهن أعمارهن ما بين 16و20سنة و38.5% ما بين 21و25سنة، مما يدل على الفتيات الأصغر سنا هن من يستجبن أكثر للإغراء والكلام المعسول، والوعود الكاذبة نتيجة لصغر السن، وأن الفتيات الهاربات من الحاصلات على المستوى التعليمي المتوسط والأقل ،واغلبهن ينتمون إلى أسر متوسطة التدين وأسر ضعيفة التدين، ويسكن في أحياء متوسطة المستوى وأحياء شعبية. واعترفت 62.3% إنهن مارسن الجنس مع أخرين، وتعاطين الخمور والمسكرات أثناء فترة الهروب. وبعضهن تعرفن على الشخص الذي هربن معه عن طريق الهاتف الجوال. وحذرت الدراسة من الخادمات والعاملات في صالونات التجميل، ومن كل امرأة تعرض عليهن خدمات مشبوهة، وقالت الدراسة: قد تكون بعض هؤلاء النساء ممن يعملن على استغلال الفتيات والايقاع بهن في الرذيلة، ووجهت الدراسة الفتيات إلى أنسب مصادر الحصول على النصيحة وهم: الأقارب، مكاتب الارشاد الأسري الموثوقة، مراكز الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، طلبة العلم الموثوق بهم.