أكد الدكتور محمد إبراهيم - وزير الآثار - أن المياه الجوفية أسفل تمثال أبو الهول في المستوى الآمن للتمثال؛ حيث إنها تقع على عمق 4.5 متر، و هي حدود آمنة، لا تؤثر على سلامة التمثال. و أشار إلى أنه كلف الشركة المنفذة بتشغيل طلمبات شفط المياه أسفل التمثال بكامل طاقتها؛ للتحكم في منسوب المياه الجوفية عند المستوى الآمن؛ لحين الانتهاء من المشروع الضخم الذي ينفذ من خلال هيئة المعونة الأمريكية، و الذي ينتهي بالكامل في مارس القادم، مع الأخذ في الاعتبار توفير طلمبات احتياطية؛ لضمان عدم ارتفاع منسوب المياه الجوفية في أي وقت. و أكد أن التعامل مع ظاهرة المياه الجوفية يتم في إطار علمي دقيق، من خلال العلماء المتخصصين في مجال المياه الجوفية و ميكانيكا التربة، مع مراعاة عوامل الاتزان. و أشار الوزير خلال جولته إلى أن مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية يتم أيضًا أسفل معبد الوادي لهرم خفرع، و منطقة حفائر الجبل القبلي، لافتًا إلى أنه يتم وفقًا للدراسات التي قام بها مركز هندسة آثار القاهرة، و بتنفيذ إحدى الشركات المتخصصة. و أوضح أن الدراسات أظهرت أن سبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية هو مشروع تغطية و ردم ترعة المنصورية، الذي أدى إلى منع تسرب المياه للبحيرة؛ فبدأت بالظهور أسفل أبو الهول. كما أكد إبراهيم ضرورة استقرار الأوضاع الأمنية لاستعادة حركة السياحة الوافدة لمصر مرة أخرى، كما كانت من قبل، حيث طالب مدير شرطة سياحة و آثار الجيزة بضرورة التزام الخيالة و الباعة الجائلين بالأماكن المخصصة لهم، و تشديد الحراسة و وضع الخطط الأمنية المكثفة؛ حتى يشعر السائح بالأمان في مصر. و طالب بتفعيل ماكينات التذاكر الإليكترونية عند بوابات مداخل المنطقة الأثرية، و كذلك مداخل الأهرامات، مع ضرورة مراقبة ذلك من خلال المفتش الأثري بكل موقع بالمنطقة الأثرية؛ لمنع أي تلاعب عند الدخول، و تقنين تصاريح الزيارة المجانية، بحيث يقتصر منحها على طلبة المدارس و الجامعات. و استكمل جولته التفقدية بزيارة للمتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط، حيث تفقد خلالها المخازن المقامة على مساحة 18 ألف متر مربع؛ لتخزين الآثار على أحدث طرق الحفظ و الصيانة، كما تفقد معامل ترميم الآثار العضوية و غير العضوية، و المطبعة الحديثة المجهزة بأحدث أدوات و ماكينات الطباعة. كما التقى العاملين بالمتحف، و استمع إلى شرح مفصل عن خطة العمل من محمد عبد الفتاح - المشرف العام على المتحف -، و أسامة عبد الوارث - مدير عام صندوق إنقاذ آثار النوبة -. و طالب الوزير خلال لقائه بسرعة الانتهاء من العمل في منطقة الاستقبال، بما تتضمن من موقف السيارات، و المول التجاري، و تنظيم معارض مؤقتة في صالات العرض المخصصة لأغراض حاضر الثقافة المصرية وماضيها؛ لافتتاح المتحف افتتاح جزئي، بما يمثل عائد مادي يساهم في الانتهاء من مرحلة الإنشاء المتبقية للمتحف. و أشار وزير الآثار في تصريحاته إلى أن متحف الحضارة بالفسطاط يتجاوز الغرض التقليدي من مجرد قاعات تضم الكنوز و الآثار ليشاهدها زوار مصر و غيرهم؛ إلى شكل يمثل نوعًا جديدًا من المتاحف لم تألفه مصر و لا الشرق الأوسط؛ باحتوائه على مكتبة، و أكبر معامل الترميم، و منطقة ترفيهية؛ مما يعني مؤسسة ثقافية متكاملة، إلى جانب كونه متحفًا؛ مشيرًا إلى أن المتحف يضم كل مظاهر الثراء و التنوع التي تمتعت بها الحضارة المصرية خلال الأزمنة المختلفة، بدءًا من عصر ما قبل التاريخ و حتى الوقت الحاضر، و سيضم بين جنباته آثارًا نادرةً من خلال أسلوب منهجي تم تقييمه بحيث يبرز المتحف جوانب التراث المصري، و تأثير الحضارة المصرية على الحضارات الأخرى. و من المقرر أن يتضمن المتحف ثمانية معارض متخصصة، مكونة من معرض شامل عن الحضارة المصرية يقع في قلب المتحف، إلى جانب معرض للمومياوات الملكية، و ستة معارض أخرى، بعناوين: فجر الحضارة، النيل، الثقافة المادية، الكتابة و العلوم، الدولة والمجتمع، و العقائد و الفكر. و ستنظم مقتنيات المعرض في إطار متسلسل تاريخيًا خلال 8 فترات أساسية، هي: ما قبل التاريخ، و العصر العتيق، و العصر الفرعوني، و العصر اليوناني - الروماني، و العصر القبطي، و العصر الإسلامي، و العصر الحديث، ثم العصر المعاصر.