ابنتا محفوظ تضحكان من كلام عبد المنعم الشحات وترفضان التعليق. في ذكرى ميلاده المائة، احتفلت الجامعة الأمريكية بساقية عبد المنعم الصاوي بمئوية الأديب العالمي نجيب محفوظ والتي أعلن من خلالها قسم النشر بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة إهداء جائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي لعام 2011 للإبداع الأدبي الثوري للشعب المصري وانتفاضته التي حدثت أثناء قيام ثورة 25 يناير لهذا العام. حضر الاحتفال الذي أقيم أمس بساقية الصاوي، عدد من الشخصيات الهامة في مجال الرواية والأدب ومن بينهم الدكتورة سامية محرز مدير جائزة نجيب محفوظ الأدبية، الدكتور عماد أبو غازي - وزير الثقافة السابق - و الصحفية هالة بدران، والروائى إبراهيم عبد المجيد، فضلاً عن أسرة الكاتب الكبير نجيب محفوظ. بدأ الاحتفال بكلمة المهندس محمد عبد المنعم الصاوي - مدير الساقية - الذي أكد أنه تشرف باختيار ساقية الصاوي لتكون مكان الاحتفال بمئوية الكاتب العالمي نجيب محفوظ، معرباً عن تمنياته بأن تكون الساقية على مستوى الحدث وأن يظل أدب محفوظ نافعاً للأمة العربية جميعها في كل مكان. تحدث بعد ذلك مارك لينز مدير قسم النشر بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة والراعي للجائزة، مؤكداً على الدور الذي لعبه قسم النشر في ترجمة ونشر روايات الأديب العالمي، كما أشاد بالساقية وبالثورة المصرية معتبراً أدب نجيب محفوظ هو المؤرخ الحقيقي للثورات المصرية. الدكتورة سامية محرز أحد أعضاء لجنة التحكيم ومدير جائزة نجيب محفوظ عبرت عن سعادتها بحضور حفل لكاتب له تاريخه مثل نجيب محفوظ، وأعلنت أنه سوف يتم إهداء الجائزة للشعب المصري تقديراً للحرية الجديدة للتعبير الثقافي، حيث ستقوم الجامعة بحفر نقش على مدخل حرمها الجامعي بالتحرير كسجل دائم لهذا الاحتفال. وعن حيثيات منح الجائزة للشعب المصري قالت، "إنه وبمناسبة مرور قرن على ميلاد كاتبنا العظيم نجيب محفوظ، والذي يتزامن مع الثورة المصرية، والثورات في العالم العربي، واعترافًا بالطاقة الثقافية والإبداعية التي أنتجها الشعب المصري منذ بداية الثورة قررت لجنة التحكيم للجائزة المكونة من د.جابر عصفور ود. محمد برادة والناقد فخري صالح ومارك لينز مدير إدارة النشر في الجامعة الأمريكية ومني قررنا أن تذهب جائزة نجيب محفوظ الأدبية إلى الشعب المصري لإبداعه الأدبي الثوري. الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة السابق قال إن الأديب العالمي نجيب محفوظ تناول الثورات المصرية في كتاباته بشكل متقن وموثق، لافتاً إلى أنه بدأ ذلك بداية من الجزء الأول من الثلاثية "بين القصرين" والذي تناول ثورة 1919 الثورة الشعبية الأهم والتي لا تضاهيها ثورة إلا ثورة 25 يناير. أبو غازي أشار في حديثه إلى أن محفوظ كان موثقاً للثورات بفضل قراءاته في التاريخ رغم دراسته للفلسفة، وأضاف أن تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي كان الدافع بالنسبة له والبداية لدخوله عالم نجيب محفوظ، قائلاً إن فيلم "القاهرةالجديدة" ناقش كذلك الانقلاب الدستوري الذي فعله إسماعيل صدقي باشا وتناول موضوع الديمقراطية وكرامة الإنسان المصري، كما أن قيام ثورة يناير في نفس عام مئوية محفوظ وسام على صدر هذا الكاتب العظيم. بينما أشارت هالة البدري في كلمتها إلى أن نجيب محفوظ استطاع من خلال رواية "أولا دارتنا" أن يسأل عن سر الوجود فتمرد على كل شيء ثابت، كما تناول الشخصية المصرية البسيطة من خلال رواية "زقاق المدق"، وقدم تاريخ مصر من خلال عائلة في الثلاثية الشهيرة. الكاتب والروائي إبراهيم عبد المجيد أكد في حديثه عن محفوظ على أن الثورة الحقيقية التي استطاع أن يصنعها في الكتابة كانت من خلال رواية "اللص والكلاب" فهذه الرواية ثورة على الشكل واللغة ومن خلالها استطاع محفوظ أن يصنع عالم جديد في الكتابة والتي أنتجت جيلاً كاملاً من الكتاب. الكاتب حمدي الجزار أشار إلى أن محفوظ كان سيسعد كثيراً لو عاش وشاهد ثورة 25 يناير، قائلاً إن الأديب الكبير كان سيسعد من كل قلبه لو سمع شعار "عيش، حرية، عدالة اجتماعية" وكان سيعرف أن حياته لم تضع هباءً ، كما كان سيضحك كثيراً على تمسك العسكر بالسلطة. أما عائلة نجيب محفوط التي كانت تعلو وجوههم الابتسامة فكانت زوجته عطية الله إبراهيم، وابنتيه فاطمة وأم كلثوم حاضرات، وأعربت ابنتاه عن سعادتهما بهذا الاحتفال ولإهداء الجاهزة للشعب المصري بعد ثورته العظيمة، كما وجها شكرهما للجامعة الأمريكية ولقسم النشر بسبب اهتمامه الدائم بكتب وأعمال والدهما. ابنتا الكاتب ضحكتا عندما سألتهما عن أقاويل عبد المنعم الشحات في حق الروائي الكبير وقالتا إنهما لا تعتقدان أن هذا المتحدث قرأ أيًا من أعماله وإنما هو يتحدث فقط كما رفضا أن يعطيا لكلامه أهمية أكثر مما يستحق.