علمت "المشهد" من مصادر مطلعة أن الدكتور كمال الجنزوري لن يقدم على خطوة تعيين متحدث رسمي جديد للحكومة، كما كان متبعًا في عهد حكومتي أحمد نظيف وعاطف عبيد؛ لرغبته في التواصل مباشرة مع الصحفيين و وسائل الإعلام، حيث نصحه المقربون بأن يكون دائمًا على اتصال بالصحفيين؛ لتفادي الوقوع في أخطاء رؤساء الحكومات السابقة، و كذلك لإظهار قوة تأثيره على المتابعين له على الفضائيات؛ حيث يستخدم كل ملامح وجهه للتعبير عن التضامن مع ثورة يناير، و يستخدمها أيضًا في التعبير عن حنقه من الرافضين له؛ لكن بشيء من الخضوع و الاستكانة، كما أن الدموع التي انهمرت أمس في مؤتمره الصحفي تؤيد رغبته في الرغبة في توصيل رسالة؛ مفادها أنه يشعر بآلام المواطنين، و أنهم همه الأول. و- وفقًا لخبير الإعلام - يرغب الجنزوري في نقل الإشارات و الإيماءات الدالة على صدقه و رغبته في إنقاذ البلاد من كارثة محققة، يراها هو قادمة قريبًا، هذا الأمر لن يستطيع أي متحدث رسمي نقله للناس. و على الرغم من أن " الجنزوري " كان لا يكترث كثيرًا في ظل حكومته السابقة( 1996 1999 )بالإعلام و الانتقادات الموجهة له، إلا أن هؤلاء المقربين منه أكدوا له أنه يصعب حاليًا تجاهل وسائل الإعلام، و خاصة مع تعدد القنوات الفضائية و برامج التوك شو، و كذلك مواقع التواصل الاجتماعي، مثل ال" فيس بوك "، و من ثم كان عليه أن يستخدم هذه الوسائل لخدمة صورته الذهنية عند المواطنين، بإثبات أنه قادر على العطاء و الوقوف لساعات في مؤتمر صحفي، بعد كل يوم حافل بالمواعيد و اللقاءات. و المعروف عن " الجنزوري " أنه يهوى قراءة الصحف بنفسه، إذ ظلت الأمانة العامة لمجلس الوزراء ترسل له بعض الصحف اليومية طيلة السنوات الماضية التي كان فيها خارج المشهد السياسي، و بات الآن أكثر حرصًا على متابعة الصحف اليومية، و كذلك المستقلة. و في هذا الصدد قال مصدر ل" المشهد " إن ملف التغييرات الصحفية في الصحف الحكومية شبه الرسمية كان من أوائل الملفات التي طلبها الجنزوري لدراستها، و يرى المصدر أن هذا شيء طبيعي وفقًا لما عُرف عن الجنزوري، فهو لا يرغب في حشد الصحف لانتقاد الحكومة، حيث يرى أن ذلك يؤدي لتكوين صورة سلبية عن أدائها، و هو ما حدث مع حكومة شرف، و من ثم فالجنزوري يرغب في أن يرى الوجوه المألوفة له على ترويسة الصحف التابعة للحكومة. و ليست فكرة الوجوه المألوفة للجنزوري تنتهي عند الصحف، فقد أسند مهمة تولي مكتبه للسيدة التي طالما كان يثق في أدائها، و هي" مدام زينب " كما يطلق في معهد التخطيط، حيث كلفها الجنزوري منذ لحظة ترشيحه لرئاسة حكومة الإنقاذ الوطني بتدبير أمور مكتبه، و تولي مهمة تنظيم مواعيده مع شباب الثورة و مختلف القوى السياسية.