شهدت محافظة المنيا فضيحة انتخابية كان بطلها المحافظ اللواء سراج الدين الروبي. نظمت المحافظة أمس الأول احتفالاً بتوزيع جوائز مسابقة القرآن الكريم برعاية اللواء الروبي لصالح محمود عبد الدايم المرشح عن دائرة مركز المنيا وأبو قرقاص والمنياالجديدة لمجلس الشعب ومرشح الحزب الوطني المنحل في الدورة السابقة. وتم عقد الاحتفال بمسرح الديوان العام وبحضور الحاكم العسكري؛ مما أثار حفيظة بعض القوى السياسية وباقي المرشحين وشباب الثورة. وكان المحافظ قد أصدر قرارا باتخاذ عدة إجراءات لضمان الحيادية بين جميع المرشحين؛ منها عدم قبول الدعوات الخاصة بزيارة قرى أو مدن بمحافظة المنيا حتى لا يساء فهم قبول تلك الدعوة، كما تم إصدار قرار بضرورة تقدم المواطن شخصيا بشكواه إلى المحافظ للتوقيع عليها؛ حتى لا يحضر مرشح إلى مكتب المحافظ للوساطة لأحد المواطنين واستغلال حل المشكلة في الدعاية الانتخابية لنفسه. شملت قرارات المحافظ عدم السماح بعقد أي مؤتمرات أو ندوات في قاعات الاجتماعات للمرشحين، سواء بمبنى المحافظة أو بمجالس المدن والقرى حفاظا على الحيادية وحتى لا تعود أيام الحزب المنحل من استغلال مرافق الدولة والمملوكة لكافة المواطنين لصالح مرشحين بعينهم. وأثارت تلك الخطوة استياء الكثيرين، وحظيت بردود أفعال غاضبة في أنحاء المحافظة، ووجهت إليه اتهامات بمجاملة الفلول، ومخالفة تعليمات اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات، وعدم الحيادية بين المرشحين، وطالبت بإقالته. أكد محمد مختار - المنسق التنفيذي لحركة 25 يناير - أن قرارات محافظ المنيا بعضها حبر على ورق، وليس هذا هو القرار الوحيد الذي لم يلتزم به مثل أزمات البنزين والغاز ولم تحل، ورصف الطرق بحي جنوب، وأزمة الخبز.. وكلها في تصاعد مستمر، كما وعد الروبي بالقضاء على مشاكل الانفلات الأمني والبلطجة ولم يفعل شيئا حتى تفاقمت ووصلت إلى الخطف علنا في الشوارع. وطالب بمعرفة السر والسبب في موافقة المحافظ على إقامة هذا الحفل داخل المحافظة. وأكد محمد حسن - أمين حزب الصالة بالمنيا - رفضه التام لما قام به المحافظ من تنظيم حفل لتوزيع جوائز مسابقة قران كريم لمرشح داخل مبنى المحافظة، واصفا ذلك التصرف بأنه خيانة للأمانة، وأن المحافظ ضرب بقراراته عرض الحائط، وخالف قرارات اللجنة العليا للانتخابات باستغلال مسرح المحافظة للمرشح وقيام المرشح بتوزيع جوائز عليها اسمه. وأضاف: "هو المحافظ نسي وللا إيه؟! ولا حن للفلول تاني ونسى الثورة؟! وأضاف حمادة فكرى - مرشح شورى فردي - أن المحافظ أخطأ خطأ جسيما لأن المحافظة ليست مكان دعاية ولكنها مكان خدمي لكل الناس. وبهذا الفعل أتاح المجال لمرشح لكي يقوم بعمل دعاية لنفسه داخل مبنى المحافظة تحت عباءة الدين وليس هذا بالوقت المناسب لإقامة هذا الحفل. وقال الدكتور هاني إسماعيل - مرشح الدائرة الأولى عن حزب الوسط - أن هذا قرار خاطئ من المحافظ، واتهمه بمساندة الفلول. وتساءل: كيف يوافق المحافظ على وضع صورته بجانب أحد المرشحين في مثل هذا التوقيت؟! وأكد ياسر التركي - مرشح حزب الوفد - أن المحافظ بالسماح بإقامة هذه الحفلة يتسبب في حدوث فتنة بين الأحزاب والمرشحين والقوى السياسية. وأشار إلى أن المحافظ بإقامته لهذا الحفل لم ينس أنه من عناصر النظام السابق! وأضاف أحمد عبد الرحمن - المتحدث الرسمي باسم اتحاد شباب الخير بأبوقرقاص - أن إقامة حفل لتوزيع جوائز مسابقة القرآن الكريم بحضور مرشح يعتبر دعاية له داخل ديوان المحافظة، وكان من الممكن أن تتم إقامتها خارج مبنى المحافظة، وبدون رعاية المحافظ، وبهذا يلتزم بقراره، مشيرا إلى أن هناك مشاكل كثيرة وعد المحافظ بحلها ومازالت مستمرة، منها مستشفى أبوقرقاص والنفايات. وأكد محمد الحمبولي - رئيس مجلس إدارة جمعية مركز الحريات والحصانات لحقوق الإنسان بالمنيا - أن هذا التصرف من قبل المحافظ يعتبر مخالفة انتخابية ويعتبر تواطؤا بين الجهات الحكومية لصالح مرشح، خاصة أنه كان مرشحا عن الحزب الوطني في الدورة السابقة، ويعتبر سلوك المحافظ هو نفس سلوك الحزب الوطني السابق ومحافظيه في استغلال الأماكن الحكومية في الدعاية للمرشحين، خاصة أن هناك قواعد تمنع استخدام المنشآت والمباني ووسائل النقل المملوكة للدولة في الدعاية الانتخابية لأي مرشح، وكان على المحافظ بدلا من الاهتمام بمرشحي الحزب الوطني المنحل أن يفكر في حل مشاكل محافظة المنيا التي لا تنتهي والتي وعد بحلها ولم تحل مثل البنزين والغاز والانفلات الأمني والاعتصامات اليومية. وأعرب مظهر الخشتى - المرشح الفردي شورى عن ائتلاف شباب الثورة - عن رفضه التام لما قام به المحافظ، وطالب بأن تكون المحافظة على الحياد وعلى مسافة متساوية بين جميع المرشحين وألا تساند مرشحا على حساب آخر، وكان من الممكن عمل الحفلة خارج المحافظة. وتساءل: لماذا أقامها داخل ديوان المحافظة رغم قراراته السابقة وتعهده بالحياد؟!