استبق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، و المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل القمة الأوروبية - التي بدأت فاعلياتها مساء أمس في بروكسيل - بتوجيه دعوة مشتركة إلى القادة الأوروبيين بضرورة العمل معًا من أجل إنقاذ منطقة اليورو، التي اتفقا على أنها تواجه خطر التفكك أكثر من أي وقت مضى. و قال الرئيس الفرنسي إن الفشل في التوصل إلى اتفاق لإنهاء أزمة الديون السيادية التي تعاني منها منطقة اليورو، في الاجتماع المقبل بالعاصمة البلجيكية بروكسل، هو "خيار لا يمكننا أن نقدمه"، و تابع قائلًا: "هذا واجبنا، و ليس لدينا أي خيار آخر". أما المستشارة الألمانية فقد دعت قادة منطقة اليورو إلى " تنحية المصالح الخاصة لكل دولة جانبًا "، و العمل معًا على إيجاد حل لمشكلة ديون القارة، في وقت حذر فيه رئيس البنك المركزي الأوروبي من أزمات جديدة قد تضرب اقتصاد منطقة اليورو قريبًا. إلى ذلك؛ قال الوزير الفرنسي للشؤون الأوروبية "جين ليونيتي" إن اليورو أقرب ما يكون للانفجار، و لن يكون هناك فرصة ثانية أمام الاتحاد الأوروبي، و أضاف - في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي - أن تداعيات انهيار دول الاتحاد الأوروبي لن تؤثر على منطقة اليورو فقط، بل ستطال دول العالم بشكل عام. و من أبرز الإجراءات المقترحة للمساعدة في نزع فتيل الأزمة، ضمان رقابة مركزية من جانب الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى زيادة الضرائب المفروضة على ممتلكات الأثرياء، و رفع سن التقاعد، و مكافحة التهرب الضريبي. و حذّرت وكالة التصنيف الائتماني "ستاندرد آند بورز" في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول الجاري من أنها قد تخفض تصنيف 15 دولة بمنطقة اليورو، مع تفاقم أزمة ديون المنطقة. و وضعت المؤسسة تصنيفات دول بمنطقة اليورو - و من بينها دول ذات تصنيف ائتماني متميز مثل ألمانيا وفرنسا - قيد المراقبة مع احتمال الخفض، في خطوة غير مسبوقة تشير إلى احتمال خفض تصنيفات هذه الدول خلال 90 يومًا. و قالت المؤسسة - في بيان لها - إن الخطوة ناجمة عن اعتقادها بأن الضغوط النظامية في منطقة اليورو تفاقمت في الأسابيع الأخيرة؛ إلى حد أنها تشكل ضغطًا نزوليًا على التصنيف الائتماني لمنطقة اليورو ككل.