تواجه محافظة سوهاج خطر المجاعة بسبب إضراب موظفي وعمال مطاحن شركة مصر العليا عن العمل اليوم احتجاجا على سوء أوضاعهم الوظيفية والمادية، وللمطالبة بزيادة الأجور والحوافز. أدى الإضراب إلى حدوث عجز في حصص الدقيق البلدي 82 المستخدم في إنتاج الخبز، ودقيق الطباقي 76 الذي تستخدمه المطاعم والفنادق؛ مما دفع أصحاب المخابز إلى التكدس أمام مقرات مطاحن شركة مصر العليا، واندلاع مشادات ومشاجرات بين أصحاب المخابز والعمال والموظفين المضربين. وهدد أصحاب المخابز والمطاعم باقتحام الشركة وإجبار العمال على استئناف العمل بالقوة، إلا أن الأمن رفض، وفضل اللجوء للتفاوض. ولم تفلح توسلات مسئولي مديرية التموين والمحافظ اللواء وضاح الحمزاوي باحتواء الأزمة حتى الآن؛ مما يهدد بأزمة حقيقية حيث ستشهد محافظتا سوهاج وقنا نقصا واضحا في الخبز، وسيجد المواطنون غدا صعوبة حقيقية في الحصول على رغيف الخبز! كان عمال المطاحن بمحافظات سوهاج وقنا وأسوان قد نفذوا إضرابا جزئيا أكثر من مرة خلال الشهور الماضية للمطالبة بحقوقهم دون جدوى! وأوضح مصدر بشركة مطاحن مصر العليا أن مطالب العاملين البالغ عددهم نحو 6 آلاف موظف تتمثل في : زيادة الحوافز 200 % ، وصرف البدل النقدي كتذاكر سفر أسوة بالعاملين بالقطاع الحكومي، ورفع بدل طبيعة العمل إلى 50 % ، واستكمال العمالة الناقصة بالواحدت الإنتاجية. وكشف المصدر أن أجور العاملين بالمطاحن متدنية للغاية مقارنة بالعاملين بالقطاع الحكومي، لافتا إلى أن خصخصة الشركة تسببت في الجور على حقوق العاملين، وأن البدلات التي يحصل عليها العاملون لم يتم رفعها منذ 1994 فضلا عن حرمان العمالة المعينة حديثا من الحصول عليها، وأن شركة مطاحن مصر العليا تعجز عن الوفاء بمستحقات العاملين وتحسين أجورهم على خلفية تباطؤ وزارة المالية على الموافقة على رفع عمولة طحن طن القمح من 75 جنيها إلى 112 ونصف جنيه، وهو السعر الذي أقرته وزارة التموين بسبب ارتفاع تكلفة طحن الطن إلى مائة جنيه.