تجددت الاشتباكات فى الساعات الأولي من صباح اليوم -الأربعاء- في أحياء الحصبة ومدينة صوفان السكنية وحي النهضة بشمال العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك بعد ساعات من الهدوء الحذر الذي شهدته هذه المناطق الليلة قبل الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القوات الموالية للسلطة اليمنية وتلك الموالية لقوى المعارضة بالسعي للتصعيد وتفجير الأوضاع. كانت هذه المناطق مسرحًا لمواجهات بين قوات موالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح من جهة وقوات مؤيدة لما بات يعرف باسم ثورة الشباب بقيادة اللواء المنشق على محسن الأحمر (قائد الفرقة الأولي مدرع قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية)، ومجاميع قبلية مسلحة من أنصار الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر (شيخ قبائل حاشد أكبر القبائل اليمنية المناهضة للنظام). وفي الوقت الذي سمع سكان صنعاء دوي أعيرة نارية ثقيلة في سماء العاصمة بعد منتصف الليلة الماضية، ذكرت مصادر المعارضة اليمنية أن قوات للحرس الجمهوري التي يقودها النجل الأكبر للرئيس صالح، قامت عند الساعة الثالثة والنصف من فجر اليوم بقصف حي الحصبة ومدينة صوفان وحي النهضة بالمدفعية الثقيلة، بدأت بعدها مواجهات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة بالقرب من مقر وزارة الداخلية شمال العاصمة. في المقابل اتهمت مصادر السلطة اليمنية العناصر المسلحة الموالية لقوى المعارضة بتفجير الأوضاع الأمنية في مناطق شمال العاصمة من أجل إفشال الخطوات التي اتخذت على الصعيد العملي بشأن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لحل الأزمة السياسية الراهنة بالبلاد. وفي هذا الصدد، ذكر المركز الإعلامي لوزارة الدفاع اليمنية، أن من وصفهم بعصابات أولاد الأحمر -في إشارة للزعيم القبلي شيخ قبائل حاشد المناهضة للنظام- تستهدف منذ الليلة الماضية وحتى ساعة مبكرة من صباح اليوم بالقذائف مقري مجلس الوزراء والإذاعة، والمنازل المجاورة لحي الإذاعة شمال العاصمة صنعاء، وقال إن هذه الاعتداءات المستمرة تستهدف إفشال المبادرة الخليجية. يأتي هذا القصف بعد أن شهدت منطقة شمال العاصمة هدوءًا نسبيًا خلال نهار يوم أمس بعد أن شهدت مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية والموالية للرئيس صالح من جهة، وبين القوات العسكرية المؤيدة لما بات يعرف باسم ثورة الشباب السلمية وعناصر قبلية مسلحة من جهة أخرى، استخدم فيها -حسب شهود العيان- مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة سقط خلالها قتيلان بينهما امرأة وعدد من الجرحي خلال اليومين الماضيين. كما جاء هذا القصف العنيف طوال الليلة الماضية بعد أيام من التهدئة النسبية بالمناطق الشمالية للعاصمة رغم وقوع بعض الخروقات من الجانبين حسب اتهام كل جانب للآخر. ويري المراقبون لهذه التطورات أنه إذا ما استمرت المواجهات بين الجانبين فإن الأوضاع الأمنية بالعاصمة مرشحة للتصعيد مرة أخرى، ويؤكدون على ضرورة أن يتدخل المجتمع الدولي للضغط على الجانبين من أجل وقف عمليات التصعيد.