كشف تقرير حقوقي أن المرضى من الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال الصهيوني يأخذون أدوية لا يعرفون طبيعتها ولا تأثيرها عليهم إضافة إلى النسب العالية من المخدر التي تعطى للأسرى المرضى، ومن ضمنها مسكن للآلام يسمى "كوستيكا"، مما يسبب تدهورًا كبيرًا في وضعهم الصحي والنفسي، وجاء في التقرير الصادر عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين، أن عددًا كبيرًا من الأسرى المرضى الفلسطينيين لا يعرفون نتائج الفحوصات الطبية التي تجرى لهم في سجون الاحتلال، ولا ماهية الأمراض التي يعانون منها وما هي طبيعة الأدوية التي يتلقونها. وتابع التقرير: إن أوضاع الأسرى المرضى في مستشفى سجن الرملة على سبيل المثال تزداد تدهورًا وخطورة بعد نقلهم إلى قسم جديد يعتبر أسوأ من السجن، ويفتقد للحد الأدنى من المقومات الصحية والإنسانية، ويفاقم أمراضهم الصعبة وحجم آلامهم المتصاعدة، في ظل سياسة إهمال طبي واسعة يتعرضون لها. وشكا الأسرى المرضى من عدم ملائمة أقسام السجون لحياتهم الصحية وخاصة لذوى الاحتياجات الخاصة والمعاقين والمشلولين، كما أن تعامل إدارة السجن مع المرضى ما زال سيئًا بسبب عدم الاستجابة للطلبات المقدمة لهم، وأن الهوس الأمني هو المسيطر على تفكير وتعامل إدارة السجن، ولا تملك الإدارة الطبية أية صلاحية أو قرار، وأن ذلك كله بيد الإدارة الأمنية في السجن. وطالب الأسرى المرضى بضرورة فتح الملفات الطبية من قبل القيادات الفلسطينية ومؤسسات حقوق الإنسان، لاسيّما أن صفقة التبادل الأخيرة "شاليط" قد استثنت الأسرى المرضى، وأنه يجب عدم تركهم في هذه الأوضاع الصعبة بعد أن جرّدوا من كافة حقوقهم الطبية، وجاء فى تقرير الوزارة شهادات مروعة وقاسية أدلى بها عدد من الأسرى المرضى لمحامي وزارة الأسرى - فادي عبيدات - أظهرت جليًا مدى المأساة الإنسانية التي يعيشها المرضى في ذلك القسم الذي يشبه القبر حسب قولهم، وأن ما يجري بحقهم هو استهتار متعمّد بحياتهم وبكل المبادئ الإنسانية والدولية. يقول الأسير ياسر نزال - 46 سنة - من سكان قباطية، ومحكوم بالسجن لمدة 10 سنوات، يقول فيها إن وضع الأسرى المرضى أصبح أسوأ من السابق، بعد نقلهم إلى قسم عزل جديد لا يدخله أحد، ويقع في الطابق الرابع من مستشفى سجن الرملة الإسرائيلي، ويشبه هذا القسم غرفة التحقيق. وأشار في إفادته إلى أنه تم عزله لمدة ثلاثة أيام مع الأسير علاء حسونة، بسبب اعتراضهم واحتجاجهم على وجودهم بهذا القسم، الذي وصفه بأنه لا يطاق، منوهاً أن وضعه الصحي قد تأثر بسبب عقابه بالعزل، ما أدى إلى زيادة نسبة السموم في الدم، حيث اضطرت إدارة السجن إلى إعطائه على الفور 120cc من دواء 'كورتيزون' للسيطرة على وضعه، وخاصة أنه يعاني من إصابة في الرئة منذ اعتقاله عام 2004، ونتيجة هذه الإصابة يعاني من نقص الأوكسجين في الدم، ما يجعله يحتاج إلى جهاز الأوكسجين بشكل مستمر. وأضاف الأسير: أن وضعه الصحي يزداد سوءًا ويرفض البقاء في مستشفى سجن الرملة نتيجة عدم تلقيه العلاج اللازم، وقد وقّع على أوراق بذلك، ولكن إدارة المستشفى لم تستجب لطلبه. وناشد الأسرى المرضى كافة الجهات لمتابعة وضعهم الصحي قانونيًا، وتقديم التماسات حول ظروف اعتقالهم ومعيشتهم، ومدى تلقيهم للعلاج والأدوية ومطابقتها للمعايير الطبية العالمية، كما دعوا الأمين العام للأمم المتحدة - بان كي مون - إلى التحرك والعمل السريع، من أجل إنقاذهم والعمل على إطلاق سراحهم فورًا، بسبب تردي أوضاعهم الصحية، وطالبوا بإلزام دولة الاحتلال باحترام حقوق الأسرى المرضى، وتطبيق أحكام القانون الدولي الإنساني بشأنهم.