شارك مئات الآلاف في جمعة الفرصة الأخيرة وحق الشهداء بميدان التحرير للمطالبة بتسليم السلطة لسلطة مدنية ورحيل المجلس العسكري من السلطة وتشكيل حكومة انقاذ وطني يمكنها إدارة حكم المرحلة الانتقالية وتكون لها كامل الصلاحيات. وحذر جموع المعتصمين بالميدان من التمادي في الإصرار على الدكتور كمال الجنزوري لأن ذلك سيؤدي إلى مزيد من التصعيد. وأكد الثوار ان لميدان التحرير قدسيته بعدما اريقت فيه دماء المصريين معلنين رفضهم لبلطجة الشرطة هاتفين (الداخلية بلطجية.... هنقضيها لجان شعبية). وحدد الثوار مطالبهم فى ثلاثة شعارات وضمنوها فى هتافاتهم: (عسكر ما يحكمشى.. داخلية ماتبلطجشى.. مجلس رئاسى مدنى) وأعلنوا إدانتهم لضعف الحكومة وعدم قدرتها على وقف نزيف الدم الذى شهده شارع محمد محمود سابقا (الشهداء) حاليا.. وهتف البعض (اه يا حكومة هشك بشك.. بكرة الشعب ينط فى كرشك). وأدان الجميع موقف جماعة الاخوان من الأحداث الأخيرة وهتفوا (مش عايزين دقون ..عايزين شنبات) وايضا (الرجالة مامتوش فى 73 الرجالة اهم فى التحرير). وسخر رواد الميدان من الغازات التى استنشقها الملايين حيث رفع احد الشباب لافتة عليها صورة المشير وهو يقول: غاز ايه اللى بيقولوا عليه ما انا حاطط النضارة على عينى اهو ومش شامم ريحة الغاز. وفي أحد الجوانب وقف شاب يحمل قناعا اخترعه من وحى اسبوع الغازات وتحدث الينا قائلاً: اختراعى عبارة عن قناع من البلاستيك يلتف حول الرأس به فتحة فيها فحم نباتى وفلتر مثبت عليه منديل به مادة (ايكوجيل) او (كحول). وقال انه من طنطا وانه جرب هذا الاختراع فى الاحداث التى جرت هناك وصنع منه كميات ووزعها على المحتجين وكان له مفعول قوى فى الحيلولة دون استنشاق الغاز. وارتدى الشاب بسام خليفة -مهندس حاسب آلى وعضو اتحاد الثورة- ما يشبه قناع كائن فضائى وكتب عليه (ضد الغاز). وحمل أطفال فى اعمار مختلفة لافتات تطالب برحيل المجلس العسكرى وتحميله مسئولية ما حدث مطالبين بوطن حر ومستقبل يليق بالمصريين. وكانت علامة النصر هى الطريقة التى يجد بها الشباب بعضهم فى الميدان فمن خلال الموبايل يقول الشاب لصديقه: انت فين؟ اعمل علامة النصر لأراك. قال احد الشباب: "قررنا نموت بمزاجنا وليس بالغاز الذى سيكتب تاريخ الانسانية انه لا احد استخدمه ضد شعوبه سوى هتلر فى افران الغاز ووزارة الداخلية المصرية.. سنظل فى التحرير الى ان نصل بوطننا الى بر الامان او نموت لم يدعوا لنا خيارات اخرى والمؤكد ان التحرير باق والوطن باق وهم زائلون". وأضاف: مطالبنا عادلة نحن لا نريد سوى الأمان والامل والحرية مطالبنا من بداية الثورة (عيش .. حرية .. كرامة وطنية) وهذا ليس بالكثير على شعب دفع كل هذه الاثمان الغالية من اجل حريتة.. وأدان شباب الميدان المشير وهتفوا ضده ولم يروا فرقا بينه وبين القذافى وكانت رسالتهم واضحة: لو عايزها سوريا.. هنخليها ليبيا وقال احد الشباب: أسوأ ما فى الوجود ان يمسك الجبان والهمجى سلاحا). ومن على كرسيه المتحرك كان الشاب عبد الرحمن سيد يوزع بيانات ضد اختيار الجنزورى للحكومة ويؤكد ان هذا التفكير العقيم محاولة جديدة لاستنزاف الثورة والثوار فى مهاترات والاعيب يجب ان تتوقف فورا لأن المطلوب شباب لقيادة الوطن الى بر الأمان. وهتف الشباب: استفتائنا فى التحرير الجنزورى كمان هيطير، وسخر آخر: هذه الاختيارات تلائم ثورة 1919 وليس ثورة يناير. وفى تصريح ل"المشهد" حدد المستشار زكريا عبد العزيز مطالب التحرير فى ثلاثة: حكومة انقاذ وطنى بصلاحيات كاملة ورحيل العسكرى وتسليم السلطة للمدنيين. وقال: ان مشهد اليوم يؤكد التحام الثوار ويزيد من روعته غياب ابناء مبارك عنه. وعن اختيار الجنزورى قال: انه الرجل المناسب فى الوقت غير المناسب وعن استعداده لتولى السلطة لو عرضت عليه قال ارفض حلف اليمين امام السلطة العسكرية لأن الشعب هو مصدر السلطات وليس المشير مصدر السلطات فالشعب هو الذى حمى القضاة حينما وقفوا ضد التزوير فى انتخابات البرلمان الاخيرة. وعلى الاكتاف حمل الثوار المناضل كمال خليل الذى هتف للحرية والعدالة والكرامة الانسانية قائلا: قلناها زمان للمستبد.. الحرية جاية لابد.. وقال ايه مجلس امه واللى عاملينه همه.