أطلقت نقابة الصحفيين مبادرة "تغطية الانتخابات.. حقوق وواجبات الصحفي"، والتي أعلن عنها أعضاء المجلس برئاسة النقيب ممدوح الولي، و تتضمن تلك المبادرة تشكيل غرفة عمليات بقيادة أعضاء المجلس والصحفيين المتطوعين. وقالت عبير سعدي -عضو المجلس ومقرر لجنة التدريب وتطوير المهنة القائمة على المبادرة- في المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم "الأربعاء" بنقابة الصحفيين، بعد أن وقف الحاضرون دقيقة حدادًا على أرواح شهداء الثورة وأحداث التحرير الأخيرة:" إن نقابات الصحفيين في العالم منعقدة لإحياء اليوم العالمي لتعقب قتلة الصحفيين والمعتدين"، مشيرةً إلى أنه من بداية العام الحالي لقى 95 صحفيًا حول العالم حتفه، بالإضافة إلى مئات المعتقلين منهم، كما أن 22 من شهداء الثورات العربية كانوا من الصحفيين. وأكدت سعدي اعتذار المستشار عبد المعز إبراهيم -رئيس اللجنة العليا للانتخابات- عن حضور المبادرة، لكنه تراجع بعد ما أشيع عن تأجيل الانتخابات، نظرًا للظروف الحالية، و نصحت أي صحفي ممارس للمهنة بالاتصال بصحيفته أو بالنقابة حال حدوث أي اعتداء أو انتهاك بحقه، أو تعرضه للمساءلة القانونية، خاصة أن المبادرة بصدد الإعلان عن خط طوارئ والتعاقد مع شركات التأمين فورًا للتأمين على حياة الصحفيين، والاتصال بالاتحاد الدولي للصحفيين، والاستعانة بال"شارة" لحماية كافة من يحملها. وأكدت السعدي أن المبادرة تتضمن اعترافًا باحتمالات تزايد استخدام العنف، خاصة أن مصر صُنفت كمنطقة خطيرة للمراسلين الصحفيين الأجانب، نظرًا للتعامل الأمني المفرط بعد الثورة، موضحةً أن كافة مراسلي الوكالات الأجنبية ممن حضروا لمصر لتغطية الانتخابات حصلوا على دورة تدريبية ل"المراسل الحربي" بعد أن رصد الاتحاد الدولي انتهاكات لا حصر لها بعد الثورة، بحق الثورة. وقالت السعدي:"لو قررنا كصحفيين مقاطعة تغطية الانتخابات احتجاجًا على العنف المفرط ضد أبناء المهنة، وهو إجراء أخير، فإن الصحافة الخارجية لن ترحم المعتدين على حملة الأقلام"، موضحةً أن الهدف من المبادرة هو التأكيد على واجبات الصحفي والالتزام بميثاق الشرف الصحفي، بجانب معرفة أبسط الحقوق التي يطلبها الصحفي ك"الحياة"، والدخول للجان الانتخابية، والحصول على المعلومات، خاصة أن الجميع يتحدث الآن حول خطورة تهدد الحياة الشخصية للصحفي، عقب ما شهدته الأحداث الأخيرة. وجددت السعدي إعلان الانعقاد الدائم لمجلس النقابة وأعضاء الجمعية العمومية؛ لصد الهجمة المنظمة على الصحفيين واستهداف أعينهم، كما حدث في ميدان التحرير مع الزميلين: أحمد عبد الفتاح من جريدة المصري اليوم، وسامي العوامي من الجمهورية، بالإضافة إلى ما حدث مع الزميل سامي سنارة بالاسكندرية. ودعت لرفع شعار "الكل لواحد والواحد للكل" للوصول للحظة اتحاد بين كافة ممارسي المهنة بدلاً من أن نؤكل جميعًا، وفتح باب التطوع فيها، وقالت: "اليوم نعلن تشكيل لجنة طوارئ بالنقابة تتولى مهمة متابعة شؤون وشكاوى الصحفيين خلال الانتخابات". وألقى إبراهيم أبو كيلة عضو المجلس كلمة ممدوح الولى نقيب الصحفيين، "الذى تغيب عن حضور انطلاق المبادرة لحضوره استماع نيابة الاستئناف لأقوال أحد الصحفيين المصابين، مؤكدًا أنه فى ضوء إطلاق نقابة الصحفيين للمبادرة نود التأكيد على التزام الصحفيين بميثاق الشرف الصحفى والمعايير المهنية العريقة، والوقوف على مسافة واحدة من كل التيارات المرشحة لعضوية البرلمان، واعتبار أن الفائز الحقيقى فى الانتخابات البرلمانية هو الشعب المصرى، كى نثبت أمام العالم التفافنا حول قضايانا الوطنية ومولد برلمان شعبى يضم كافة القوى الوطنية لممارسة الدور التشريعى والرقابى بحرية واقتدار. وشدد النقيب، على أن أهمية الانتخابات القادمة تكمن فى: أنها خطوة نحو دستور جديد للبلاد، ونحو انتخابات رئاسية كى يعود الحكم المدنى الديمقراطى للبلاد فى أسرع وقت، لنبدأ مرحلة التغيير الحقيقى الذى تنتظره البلاد منذ قيام الثورة فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية. وتمنى الولى، أن تكون الانتخابات البرلمانية فرصة لتحسين الصورة الذهنية عن المناخ الأمنى والاستثماري كى تعود حركة الاستثمارات الداخلية والعربية والأجنبية، وتعود حشود السياح وتدور عجلة الإنتاج والتشغيل و التصدير. وطالب بالعمل على إنجاح الانتخابات للتصدي إلى ما يواجهنا من عجز بالميزان التجاري وضغط على سعر صرف الجنيه المصري وتزايد قيمة الواردات السلعية بما يؤدي إليه ذلك من ارتفاع معدلات التضخم وتدني مستوي المعيشة، كي نواجه العجز بالموازنة من خلال زيادة الإيرادات حتى يزيد الإنفاق على الاستثمارات الحكومية لتحسين البنية الأساسية والمرافق لتحسين تصنيف مصر الائتماني الدولي ومفتاح ذلك كله انتخابات برلمانية نزيهة، وتغطية صحفية وإعلامية محايدة، كخطوة هامة على طريق الديمقراطية والتغيير المنشود. ومن جانبه، أكد شريف رياض مدير تحرير جريدة الأخبار، أن الصحفى يجب أن يلتزم بميثاق الشرف وأخلاقيات المهنة، موضحًا أن مسؤولية الصحفى صعبة خلال هذه المرحلة وبالأخص خلال تغطيته للانتخابات البرلمانية، فعليه الالتزام بدقة المعلومات التى ينقلها وتوثيقها بطريقه صحيحة ومهنية. وأشار رياض إلى أن الصحفى عليه حقوق وواجبات كى ينجح فى تغطية العملية الانتخابية ولم يقع عليه أى أخطاء، موضحًا أن هذه الحقوق تتمثل توفير مناخ أمن وحمايته أثناء التغطية لكى لا تتكرر الانتهاكات التى حدثت سابقًا، قائلاً إنه فى ظل النظام السابق كانت تحدث تجاوزات. وأضاف رياض، أن من حق الصحفى إتاحة المعلومات الكافية له وعدم إخفاء المعلومات عنه، حيث أننا وعدنا من النظام السابق بإصدار قانون حرية تداول المعلومات، بالإضافة إلى حريته لسهولة الوصول إلى اللجان، وأيضًا عدم تعرضه للتعديل إلى التقرير الذى قام به بهدف توجيه التقرير لخدمه حزب معين، موضحًا أن الصحفى عليه واجبات تتمثل فى تأكيده على الديمقراطية ودفعة للناخبين فى ممارسه العمل السياسيى وتوفير المعلومات الكافية للقارئ، بالإضافة إلى الدقة فى نشر كلمات المرشحين واختيار العناوين وعدم التحيز لحزب وعرضه جميع وجهات النظر ومناقشة وجهات النظر المختلفة بشكل موضوعى، باستثناء الصحف الحزبية لها حقها فى الانحياز. ومن جهته، حرص إيهاب سلام الخبير القانونى، على الالتزام فى الضوابط المهنية بأن الصحفى ليس بمعزل عن أحد الأدوات فى العملية الانتخابية، مؤكدًا أن الصحفى يؤدى دور رقابى بالتزامه بالعملية الانتخابية. وأشار سلام إلى أن القاعدة الذهبية مستمده من المواثيق الدولية والدستور المصرى وحرية الصحافة وتنظيمها، وأى صحفى من حقه الحصول على المعلومة وتدويلها ونقلها دون أدنى قيود.