رحب مثقفون باستقالة عماد الدين أبوغازى من منصبه كوزير للثقافة، معتبرين أنها أمر منتظر من شخص له تاريخ وطني، ومن وزير لم يقدم شيئًا للثقافة! الكاتب أحمد زغلول الشيطى اعتبر أن استقالة أبو غازى جاءت متأخرة، حيث كان يشارك فى حكومة هشة لا تقدم جديدا، وأشبه ب"الماريونت"، تحت حكم عسكرى، يقود الثورة المضادة، وعندما دخل الوزارة عرف أن الحاكم الفعلى هو الحاكم العسكرى، ولابد أنه استفاد من موقف أستاذه جابر عصفور الذى وضع يده فى يد الحكومة السابقة الملوثة بدماء المصريين. الروائى يوسف القعيد أبدى فرحه أبو غازى، مؤكدا أنه لابد أن يخرج أبوغازى للناس، ويشرح كم "الأهوال" التى لاقاها ليصل للاستقالة. وأكد القعيد على "وطنية" أبوغازى، مؤكدا أن استقالته لن تكون لسبب شخصى، وإنما إيمانا من مثقف بدوره. ودعا القعيد بقية الوزراء الذين جاءوا عبر ميدان التحرير إلى السير على خطى أبوغازى، وتقديم استقالاتهم، معبرا عن دهشته وحيرته من النقلة النوعية من التعامل مع "فكرة" التظاهرات بالقوة؛ حيث إن أغلب القيادات الحالية جاءت عبر ميدان التحرير وثورة 25 يناير، فلابد من مجيب على هذا التساؤل: من المسئول عن تبدل المفاهيم، وتجريم التظاهر فى ميدان التحرير؟ وأضاف القعيد: "سمعت فى التلفزيون الرسمى بعض النكات، أو ما يمكن اعتباره "كلام فاضى" حول فض المظاهرات بالقوة، حيث ذكر بعض الضيوف والمذيعين أن الشرطة الأمريكية فضت مظاهرات "وول ستريت" بالقوة، والخلط الشديد هنا يتضح حين نعرف أن الشرطة الأمريكية لم تفعل ذلك، إلا بعد أن صدر حكم محكمة بفض التظاهر، وأعطى الحق لأفراد الأمن بتنفيذ ذلك بالقوة، لكن ببغاوات التلفزيون الرسمى يجهلون ذلك"، على حد تعبيره. واعتبر الشاعر أسامة الحداد أن استقالة أبوغازى جاءت متأخرة، وبالرغم من ذلك يجب احترامها، معتبرا أن هذا موقف محترم لأبوغازى، رغم أنه طوال الفترة التى تولى خلالها الوزارة لم يقدم جديدا، وبدأ بالاستماع إلى المثقفين، ولكنه لم يقم بتنفيذ أى مطالب من أجل إعادة الحياة للمشهد الثقافى، ولم يطهر المؤسسات الثقافية من الفساد، أو حتى يحاول ذلك! الكاتب عبده جبير اعتبر أن موقف استقالة أبوغازى موقف منتظر منه، فهو ابن الحركة الوطنية المصرية وتربى فى بيت علم، فوالده من النقاد والفنانين الكبار، وكذلك جده، وهو مثقف ومؤرخ له أعمال جيدة، معتبرا أن هذا الموقف ليس غريباً عليه. وقال جبير "نحن ككُتاب نقدّر هذا الموقف"، مؤكدا ان التاريخ سيسجله لغازى. الكاتبة سهى زكى رأت أنه "إذا ما تأكدت فعلا استقالة أبوغازى، فإنه يكون بذلك أول من بادر بهذه الاستقالة من الحكومة التى أثبتت فشلها بكل المقاييس فى كل المجالات، وإن كنا لا يمكن أن ننكر أنه حاول أن يؤدى دوره بجدية فى هذه الفترة القصيرة، وأعتقد أنه لم يتقدم باستقالته فقط من أجل الاحتجاج على أحداث التحرير، بل هو كان ينتظر فرصة صارخة ليقول: أنا سأستقيل وأعود حرا مستقلا بإراداتي لخدمة وطنى بقلمى وعقلى وليس بأمر من أحد". وأخيرا أكد الشاعر محمود عبدالله أن استقالة أبوغازى فى هذا الوقت دليل على انقلاب الشعب على الحكومة والمجلس العسكرى، فطالما وصل الأمر إلى استقالة وزير، فتأكد أن الأمر صعد لأعلى مستوياته، وأن استقالته سوف تحفز النائمين من المثقفين الذين سلموا بسرقة الثورة، مؤكدا أن استقالته تقول رسالة حضارية جدا، وهى أن الوزير الآن لم يعد عبدًا، فإذا تحررت الحكومة من التكليف ولو جزئيا، فذلك دليل على وجود أمل فى كوادر واعية حرة ومستقلة.