تجاهلت وكالة الأنباء السعودية "واس" خبر استقاله الأمير طلال بن عبد العزيز - شقيق الملك عبد الله - من هيئة البيعة المكلفة بمهمة تأمين انتقال الحكم بين أبناء الأسرة الحاكمة، ولم تشر الوكالة في نشرتها إلى خبر الاستقالة من قريب أو بعيد رغم مضي 24 ساعة. وكان الأمير طلال بن عبد العزيز قد أعلن استقالته أمس الأربعاء، من هيئة البيعة السعودية، التي شكلها العاهل السعودي قبل نحو أربع سنوات. ولم يذكر الأمير طلال أسبابا لاستقالته التي أعلنها عبر موقعه الإلكتروني الشخصي، قائلا إنها رفعت إلى الملك عبدالله بن عبد العزيز، غير أنها تأتي بعد نحو أسبوعين من تعيين العاهل السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد. ويعتقد على نطاق واسع أن استقالة الأمير طلال جاءت على خلفية تعيين العاهل السعودي للأمير نايف وليا العهد، متجاوزا بذلك نحو ستة من الأمراء ممن يكبرونه سنا. وفي نهاية أكتوبر أول الماضي، أعلن الديوان الملكي السعودي تعيين وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد، خلفا للأمير سلطان الذي توفي قبل ذلك بأسبوع. وقال الديوان الملكي إن ولي العهد عين بعد استشارة هيئة البيعة، وأضاف: "بعد أن أشعرنا سمو رئيس وأعضاء هيئة البيعة، فقد اخترنا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد." وتصدر هيئة البيعة قراراتها بموافقة ثلثي الأعضاء الحاضرين، وفي حالة التساوي يرجح الجانب الذي صوّت معه رئيس الاجتماع. وتُعد المملكة العربية السعودية الوحيدة من بين الأنظمة العربية الملكية (في المغرب والأردن وأخيراً في البحرين)، التي لم يكن يوجد لديها قواعد قانونية مدونة تنظم عملية توريث السلطة في العائلة المالكة. فعدم وجود دستور للمملكة جعل عملية انتقال السلطة تعتمد على التوافق بين الأقطاب النافذين من الأبناء الذكور للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الحديثة عام 1932. كما أن توريث الحكم لدى آل سعود يختلف عن باقي الأنظمة الوراثية العربية، في أن المُلك ينتقل من الأخ إلى أحد الإخوة، وليس من الأب إلى "أكبر الأبناء"، مما أدى إلى نشوب صراعات بين الإخوة على الحكم.