ارتفاع جديد في أسعار الذهب اليوم الأربعاء: 25 سبتمبر 2024    اليوم| محاكمة متهم بخطف طفل واحتجازه بالجيزة    تداول 12 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    تفاصيل هجوم ثلاثي على إسرائيل.. صاروخ حزب الله وطائرات من العراق وسوريا    حزب الله يستعد للحرب ب ألماس وتكتيكات روسية واستنزاف    الدوري الإسباني، 4 مباريات تفصل ريال مدريد عن معادلة رقم برشلونة    السوبر الأفريقي.. جوميز يحسم حيرة مركز الظهير الأيسر في الزمالك    نجم الزمالك السابق: قلقان من أفشة وهاني لما بيسيب مركزه بيغرق    مدبولي يستمع لشرح موضوع في اللغة العربية عن الوطن بمدرسة متولي الشعراوي بالسلام    الداخلية تقرر السماح ل21 مواطناً مصرياً بالتجنس بالجنسية الأجنبية    في ذكرى رحيله.. سر عودة خالد صالح إلى الفن بعد انقطاع 9 سنوات    صحة المنوفية: إدارة المتوطنة تقدم خدماتها ل 20 ألف مواطن خلال أسبوع    مستقبلك مصري، جامعة الأقصر تدشن ندوة تثقيفية لتفعيل مبادرة بداية (صور)    مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول يواجه وست هام وبرشلونة ضد خيتافى والظهور الأول لمحمد عبدالمنعم في الدوري الأوربي    تشكيل ليفربول المتوقع.. 7 تغييرات.. وموقف صلاح أمام وست هام    "ظهور محتمل لعبد المنعم وصلاح".. جدول مباريات اليوم الأربعاء والقنوات الناقلة    وزير الدفاع والإنتاج الحربي يشهد حفل تخرج الدفعة 166 من كلية الضباط الاحتياط    استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    الأرصاد الجوية : أجواء خريفية مستقرة بكافة الأنحاء ونشاط رياح يلطف الأجواء    تفاصيل الحالة المرورية اليوم: زحام في المنيل وسيولة أعلى كوبري أكتوبر    الكيلو وصل ل50 جنيهًا.. نقيب الفلاحين يكشف موعد انخفاض أسعار الطماطم    صالون «إسراء» أول محجبة مذيعة على قناة قبطية أمريكية!    إيمان العاصىي عن مسلسل برغم القانون : آمنت بالمشروع من أول حلقة وقلت أنا همضى إمتى    حكم الصلاة بالتاتو والوشم    انخفاض أسعار البيض اليوم الأربعاء في الأسواق (موقع رسمي)    وزير الصحة يبحث سبل تعزيز في ملف تطوير الصناعات الدوائية    تمهيدًا لافتتاحه.. أخر مستجدات تنفيذ مشروع التجلي الأعظم بسانت كاترين    مصر سابقة بالتجهيزات.. قضايا الأمن السيبرانى أصبحت أساسية بمنظومة الأمن القومى للدول    تحذير بريطاني لمواطنيها: مغادرة لبنان فورًا    قطر تنضم لبرنامج الإعفاء من تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية    وزير الخارجية الصيني: سنواصل الدفع نحو وقف إطلاق النار في غزة    وزير الخارجية يدعو الشركات الأمريكية الكبرى للاستثمار في مصر    جامعة حلوان تعلن استعدادها لاستقبال العام الدراسي    هل نقص المغنسيوم في الجسم يهدد حياتك؟    «الوطنية للإعلام» تنعى الإعلامي أيمن يوسف    تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله: إنذارات وصواريخ وعمليات قصف    في خدمتك| نصائح وزارة الصحة للوقاية من النزلات المعوية    هكذا احتفل محمود البزاوي بعيد ميلاده.. صورة    أبطال فيلم عنب يحتفلون بالعرض الخاص قبل عرضه اليوم بالسينمات (صور)    أحداث الحلقة 4 من مسلسل تيتا زوزو .. صدمة إسعاد يونس بسبب زوج ابنتها    العثور على رفات جثة شاب داخل بيارة صرف صحي بالأقصر    بأسلوب كسر الباب.. سقوط لصوص المنازل بحلوان    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأربعاء 25 سبتمبر 2024    خلال تبادل إطلاق نار.. مصرع متهم هارب من أحكام قصائية في قنا    هل هناك نسخ بالقرآن الكريم؟ أزهري يحسم الأمر    أنقرة: الصراع الأوكراني يهدد بمواجهة عالمية طويلة الأمد    برنامج تدريبي لأعضاء هيئة التدريس عن التنمية المستدامة بجامعة سوهاج    تحرك عاجل من كاف قبل 72 ساعة من مباراة الأهلي والزمالك بسبب «الشلماني»    بعد ظهورها في أسوان.. تعرف على طرق الوقاية من بكتيريا الإيكولاي    بشرى للموظفين.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2024 للقطاع العام والخاص والبنوك (هتأجز 9 أيام)    فريق عمل السفارة الأمريكية يؤكد الحرص على دفع التعاون مع مصر    ما حكم قراءة سورة "يس" بنيَّة قضاء الحاجات وتيسير الأمور    حظك اليوم| الأربعاء 25 سبتمبر لمواليد برج الحمل    خلال لقائه مدير عام اليونسكو.. عبد العاطي يدعو لتسريع الخطوات التنفيذية لمبادرة التكيف المائي    تشيلسي يكتسح بارو بخماسية نظيفة ويتأهل لثمن نهائي كأس الرابطة الإنجليزية    هل هناك جائحة جديدة من كورونا؟.. رئيس الرابطة الطبية الأوروبية يوضح    رسائل نور للعالمين.. «الأوقاف» تطلق المطوية الثانية بمبادرة خلق عظيم    خالد الجندي يوجه رسالة للمتشككين: "لا تَقْفُ ما ليس لكم به علم"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة من عميل أمن دولة سابق
نشر في المشهد يوم 16 - 11 - 2011

الصدفة وحدها قادتني لجمع بعض القصص عن 25 يناير، قررت بعدها أن أروي هذه القصص في كتاب، وكتبت ذلك على الحساب الخاص بي على موقع ” الفيس بوك”، وكأي مشروع أبدأه تكاسلت عن هذا المشروع أو تاه مني في زحام الوظيفتين اللتين أباشرهما -فقدت الأولى صباحا والثانية على وشك أن افقدها- حتى تلقيت خبر فقداني لوظيفتي الأولى صباح اليوم، وقمت بعدها لأتفقد بريدي الالكتروني لعلي أجد فيه موافقة على طلبات العمل التي ارسلتها إلى عدة أماكن، ولكن كالعادة لم أجد شيئا وعوضا عن ذلك وجدت رسالة مجهولة كدت ان احذفها دون أن أقرأها كعادتي لكني بالخطأ فتحتها ووجدت بها ما جذبني لقرأتها. الرسالة هي قصة يتحدث مرسلها عن السبب الحقيقي لمشاركته فى الثورة، تقول الرسالة:
لا أظن أن أحدا قد يتعاطف معي، أنا نفسي لا أتعاطف معي، أنا باختصار عميل لمباحث أمن الدولة كيف ومتى لاأدري كيف أصبحت هكذا أو متى؟ فأنا أمارس العمل السياسي منذ سنين بدأتها وأنا ذلك الشاب المثقف ذو اللسان اللاذع والحماس الذي لا ينضب، لم يكن ليفوتني موعد فعالية، تعرضت للاعتقال، كنت هذا الفتى الذي تسارع كل التيارات لضمه لها.
ماذا حدث بعد ذلك لا أذكر فجأة تورطت لأصبح بين يوم وليلة عميلا لأمن الدولة الذي طالما احتقرت العاملين فيه، هل شاهدت فيلم “معالي الوزير” ؟ هل شاهدت وصفه للضابط الذي جنده؟ هكذا كان عادل بيه، رأى في من اللحظة الاولى حب النجاح، ونقص الاصدقاء كان يبويخني كثيرا لكن فى اللحظة المناسبة يحتوينى؟ مازالت أحب هذا الشخص وأتساءل عن مصيره لا أعرف لماذا؟
المهم تورطت لم أكن مضطرا بالمرة لذلك؟ ولكني تورطت ووجدتني لا استطيع الابتعاد؟ وانتهي الأمر، حينها بررت الأمر لنفسي، كانت حجتي الأولى الفساد الذي اراه داخل الوسط السياسي، فلان الذي يأكل حقوق الناس، وعلان الذي يتعامل مع النظام، وآخر يتخذ من الشلة أسلوبا لإدارة حزبه، واخرون يعشقون السلطة، وهولاء يزورون الانتخابات الداخلية، وهذا يتلقى اموالاً من دول عربية وآخر يتلقى أموالا من الولايات المتحدة، هكذا بررت لنفسي واتخذت على نفسي عهدا لم التزم به وهو إلا اكتب تقارير عن تنظيم بعينه انضممت له إلا أنني بعد فترة نقلت أخباره لانه كان مثل غيره فاسد، ومرت السنوات وأنا هكذا عميل لا القي بالاً سوى لهذا العمل وخوفي من عادل بيه ومحاولة نيل رضاه لانني اريد أن يكون صديقي.
الطريف فى الامر أن مرتبي الذي كنت اتقاضاه لم يكن بالحجم الذي أتخيله، والذي يشاع عن عملاء أمن الدولة من تلقي أموال ضخمة، كما أن عملي لم يكن بالأهمية فكل ما أفعله هو حضور الاجتماعات ونقلها فقط، كنت أعلم علم اليقين أن ما اتقاضاه منهم حرام لكنه على اي حال لم يكن يذكر.
وجاءت ثورة 25 يناير لم اقتنع أنها ستكون ثورة، واعتقد أن الجميع لم يتصوروا أنها ستكون ثورة شاركت فى المظاهرات وذهبت إلى منزلي متعبا فالقيت بجسدي على الأريكة أمام التليفزيون ونمت، فى الصباح التالي وجدت الأخبار عن اعتقالات ومظاهرات طوال الليل.
شاركت بعدها فى عدة مظاهرات حتى جاء يوم 28 يناير، لم أنزل من منزلي يومها خشية الاعتقال وبناء على التعليمات التي تلقيتها الخميس ليلاً، لم أكن اتصور أن يسقط قتلى، أقصى ما تصورته أن يكون هناك اصابات خفيفة، واعتقالات لا أكثر ولا أقل، حتى الشهيد مصطفى الصاوي الذي سقط بالسويس لم افكر فيه تخيلت الامر سينتهي كإضراب 2008 شهيد أو اثنين وانتهى الأمر.
انتهى يوم جمعة الغضب دون أن اعرف شيئا سوى بضع لقطات من قناة الجزيرة، ومشاهد مستفزة من التليفزيون المصري في ظل انقطاع الانترنت.
بعد عودة الانترنت، جلست اتابع الثورة فيديو، كنت فد بدأت أرى أمكانية الثورة ولم اخشى حينها سوى على الأوراق التي وقعت عليها فى أمن الدولة، وفي ظل تصفحي للانترنت وخاصة موقع اليوتيوب وجدت مقطعا هزني بصورة شديدة، لمسني من الداخل.
المقطع كان بعنوان اغتيال متظاهر، ظهر فيه أحد الشهداء بالاسكندرية يفتح صدره لمجرمين من مجرمي الشرطة ويتحداهم ليعلن أنه يرحب أن يكون شهيدا من أجل الحرية ومن أجل مصر، ليغتاله الضابط بدم بارد، لم أرى وجه الضابط ولا وجه الشهيد فالمقطع صور من اعلى، لكني تخيلت وجهه حينها، وهو يقول لماذا؟
لماذا قتلتني؟ تخيلته يواجهني لماذا عملت لدى من قتلوني؟
لم استطع النوم ليلاً، طوال الليل صور الشهداء تحيط بي تتشاجر معي، تخيلت موقفي أمام الله يوم القيامة والشهداء يقتصون مني أمامه المشكلة اني لم أتخيل هذا المنظر قبل ثلاث سنوات حين سقط شهداء المحلة.
في الصباح الباكر اتصلت بعادل بيه؟ كانت مكالمتي قصيرة جدا طلبت مقابلته، قابلني خارج مكتبه، قلت له بالنص” اللعبة اتقلبت جد، وانا مش هاتحمل دم، ولم يناقشني عادل بيه فقد كان منشغلاً، انتهت مقابلتي وتركته لأرحل ليس لمنزلي ولكن للميدان لاتطهر من ذنبي، واولد من جديد مرة أخرى في ميدان الحرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.