لليوم الرابع على التوالي تستمر الاشتباكات بين مقاتلين من كتائب ثوار مدينة الزاوية ومسلحين من منطقة ورشفانة في منطقة المايا، غرب طرابلس. وشهدت المايا أعنف مواجهات من نوعها منذ سقوط نظام معمّر القذافي في الشهر الماضي. وقالت مصادر الثوار إنهم يخوضون قتالاً مع "جيش"، وليس مع مجموعة مسلحة معزولة، وإنهم يعتقدون أن نجل القذافي سيف الإسلام "محاصر" في منطقة الزاوية، وإنه هو من كان يقود القوات الموالية لوالده.. وأكد مراسلو وكالة "فرانس برس" أن الاشتباكات أدت إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل حتى الآن. وقال نور الدين نوسي المسؤول في منطقة المايا إن ثلاثة مسجلين من كتائب ثوار مدينة الزاوية قتلوا في اشتباكات مع مجموعة مسلحة من منطقة ورشفانة المجاورة. وأوضح أن الاشتباكات اندلعت بعدما أقام مسلحو الورشفانة الخميس حواجز عسكرية على الطريق المؤدي إلى الزاوية، ومنعوا بعض سكان المدينة من العبور، واعتقلوا حوالي 15 منهم. وأضاف أن مقاتلي مدينة الزاوية "حاولوا السيطرة على الوضع، ولكن الورشفانة أطلقوا النار عليهم مباشرة، فقتلوا ثلاثة منهم". وبحسب المسؤول المحلي، فإن مسلحي الورشفانة أطلقوا النار من دبابة وقاذفات صواريخ على مسلحي الزاوية الذين تمركزوا، بحسب مراسلي"فرانس برس"، على الطريق الساحلي، متسلحين برشاشات كلاشنيكوف وقاذفات مضادة للدروع ومدافع مضادة للطيران. وأضاف أن المسؤولين في مدنية الزاوية "باشروا مفاوضات للتوصل إلى حل"، متهمًا الورشفانة بالولاء لنظام العقيد الراحل معمّر القذافي. وأكد نوسي أن "مسلحين من بني وليد يحاولون الانضمام إلى الورشفانة ولكن تم اعتقال اثنين منهم". وبني وليد المدينة الواقعة في جنوب غرب طرابلس كانت أحد آخر معاقل النظام السابق. من جهته، أوضح أحد أبناء الورشفانة لفرانس برس أن الاشتباكات الدائرة تهدف إلى السيطرة على الثكنة السابقة للواء المعزز 32 التابع لكتيبة خميس نجل العقيد معمّر ألقذافي، والذي قتل خلال النزاع. وقال "نحن نسيطر على المعسكر منذ تحريره، واليوم يريد مقاتلو الزاوية الاستيلاء عليه وتثير هذه الاشتباكات المسلحة، التي تتكرر في أكثر من منطقة ليبية، المخاوف من اندلاع حرب أهليه في ليبيا.