للمرة المليون نصيح ونتألم ونستغيث من الانفلات الأمني في مصر، كثر الكلام وتعالت الصيحات،ورغم ذلك سالت الدماء وقنل الكثيرين،فقد شهدت مصر في الأيام السابقة حرب عصابات وحوادث انفلات أمني وبلطجة بشكل وحشي ودموي عنيف، في الكثير من محافظات مصر، ففي مدينة دار السلام في سوهاج نشبت مشاجرة بين قريتين بالأسلحة النارية والبيضاء، أدت لمصرع وإصابة الكثير من المواطنين. وكذلك في محافظتي البحيرة والغربية،نشبت مشاجرات بالأسلحة النارية،وفي الدقهلية تم اقتحام أقسام الشرطة، وفي كثير من المحافظات تم قطع الطرق الأساسية كالطريق الدولي والصحراوي والسكة الحديد، وانتشرت عصابات خطف الأطفال في الصعيد،وطلب الفدية من الأهالي. وفي مدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ في أقصى شمال مصر - وهو الحدث الأعنف- اندلعت معركة بالأسلحة النارية بين مدينة بلطيم وقرية سوق الثلاثاء المجاورة لمدينة بلطيم؛ بسبب خلاف مع سائق توك توك في حفل زفاف، واستمرت المشاجرات بين البلدين ثلاثة أيام، وتم إطلاق أعيرة نارية بشكل عشوائي على سكان مدينة بلطيم،ولم تنجح جهود حمدين صباحي في الصلح بين البلدين. ونتج عن ذلك مقتل ثلاثة أشخاص،وإصابة العشرات من المواطنين الأبرياء من المارة في شوارع بلطيم،مما نشر الهلع والخوف في البلدين لأيام متتالية،بالإضافة لحرق الكثير من المحلات والسيارات،واختطاف مواطنين من كلا البلدين؛ردًا على أحداث الخطف والتكسير من الجانب الأخر. ألهذا الحد من الدموية والبلطجة أصبحت مصر فريسة لحرب العصابات،وحرب القبائل،من أقصى الشمال إلى أعماق الصعيد؟ نتيجة لأسباب تافهة؟ ماهذه النكسة التي نحن فيها ؟ والتي نتذوق مرارة خسائرها يومًا بعد يوم،ويفرح بها المنتفعون من الانفلات الأمني حتى تسقط هيبة الدولة،ويلعن المصريون ثورة 25 يناير،ويتم تأجيل الانتخابات. فمصر هي الخاسرة الوحيدة من هذه المعارك الدموية،والثورة بريئة من أعمال هؤلاء البلطجية. فأين دور الشرطة في حفظ الأمن ؟ولماذا يتم السماح لهذا الكم الكبير من المواطنين بحيازة سلاح آلي في منازلهم بدون ترخيص؟ يقتلون به المواطنين دون تفريق؟لماذا يفقد العسكري السيطرة على وزارة الداخلية؟ ولماذا الإصرار على منصور العيسوي؟ فلن يستطيع الجيش وحده الحفاظ على الأمن،ولماذا يظل بعض رجال الشرطة كالفئران في الجحور،وكالعجوز الذي فقد صوابه؟وكيف انتزع الحب والحكمة من قلوب أبناء البلده الواحدة؟ فإما سيادة القانون،وإما الخراب.فعلى الحكومة والمجلس العسكري سرعة معاقبة هؤلاء البلطجية والمجرمين والقتلة على هذه الجريمة المركبة،القتل العمد، وترويع المواطنين،وحيازة سلاح آلي. ثم محاولة الصلح بين البلدين المتشاحنين؛ليعلوا صوت العقلاء والحكماء بدلًا من صوت البلطجية؛ليسير الأمر بالتوازي بين الصلح والعقاب؛حتى لاتتكرر هذه المشكلة مرة أخرى،خاصة بعد دعوات الثأر والانتقام. فكفانا الدماء التي سالت من أبنائنا و أهالينا.