قد يغادر الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك السجن اليوم الخميس بعد حكم قضائي أمر باخلاء سبيله وزاد من الانقسامات التي تعيشها البلاد منذ أن عزل الجيش الرئيس الأسبق محمد مرسي عقب احتجاجات شعبية حاشدة طالبت بتنحيته. وانعقدت المحكمة في سجن يحتجز فيه مبارك بالقاهرة امس الأربعاء وأمرت باخلاء سبيل الرئيس الذي حكم البلاد ثلاثين عاما حتى الإطاحة به عقب احتجاجات شعبية في مطلع 2011. وقال مكتب رئيس الوزراء حازم الببلاوي أمس الأربعاء إن مبارك سيوضع تحت الاقامة الجبرية. وربما تكون هذه الخطوة لتهدئة غضب كثيرين سيعترضون على الافراج عن الرجل الذي قامت ضد حكمه انتفاضة عام 2011. وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء "فى إطار حالة الطوارئ ..نائب الحاكم العسكرى يصدر أمرا بوضع مبارك قيد الاقامه الجبرية." وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية نقلا عن مصادر أمنية إن مبارك سينقل "على الأرجح" إلى أحد المنشآت السيادية للدولة أو أحد مستشفيين عسكريين حيث سيكون تحت حراسة مشددة. وحكم على مبارك بالسجن المؤبد العام الماضي في قضية قتل المتظاهرين خلال الانتفاضة ضده. لكن محكمة الاستئناف قبلت طعنه في يناير كانون الثاني وأمرت باعادة المحاكمة. ومن المستبعد أن يكون أمام مبارك (85 عاما) مستقبل سياسي لكن الافراج عنه الذي قال المستشار أحمد البحراوي المحامي العام لنيابة الأموال العامة العليا لرويترز إنه نهائي ولا يجوز للنيابة الطعن عليه جعل بعض المصريين يشعرون بعدم الارتياح. وقال حسن محمود (66 عاما) وهو مهندس "كان نظامه سيئا. لقد أضر بالبلد كثيرا. البطالة مرتفعة ولا توجد خدمات ولا صحة ولا تعليم. هذا ليس يوما جيدا للبلد." وعبر عمر فتحي الذي يعمل بمتجر عن خيبة أمله أيضا وقال "لست سعيدا بالطبع. لقد قمعنا كثيرا." ويشعر المصريون بالقلق نتيجة للاضطرابات السياسية التي تفجرت منذ عزل مرسي في الثالث من يوليو تموز. وأعلن الجيش خارطة طريق لاعادة الديمقراطية لكن هذا لم يحدث حالة من الاستقرار في البلاد. وقتل ما لا يقل عن 900 شخص بينهم 100 من الجنود والشرطة في الحملة ضد أنصار مرسي خلال الاسبوع الماضي في أسوأ حلقة من العنف الدموي في البلاد منذ عقود. ويبدو ان حملة الاعتقالات التي استهدفت كبار قيادات الاخوان المسلمين قد أضعفت فيما يبدو الجماعة وهي أقدم جماعة اسلامية في العالم العربي. ومازالت الجماعة تحاول الدفع بمؤيديها الى الشوارع للاحتجاج على ما تصفه "بانقلاب عسكري" منذ ان فضت قوات الامن اعتصامين لانصار الرئيس الاسلامي في القاهرة والجيزة الاسبوع الماضي. ودعا أنصار مرسي إلى المشاركة في مظاهرات في "جمعة الشهداء" غدا ضد "الانقلاب العسكري" الذي أطاح به قبل نحو سبعة اسابيع. وقال التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يطالب بإعادة مرسي إلى منصبه في بيان "سنبقى بإذن الله صامدين مرابطين علي طريق دحر الانقلاب العسكري الدموي الغاشم." وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ان قوات الامن اعتقلت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس أحمد عارف وهو متحدث باسم الاخوان. وكانت قوات الامن قد أعتقلت ايضا مرشد الجماعة محمد بديع صباح الثلاثاء وبعده بيوم اعتقلت صفوت حجازي الداعية والقيادي بالتيار الاسلامي.