سخرت جريدة الخليج الاماراتية من "الحلم الأردوغاني" الباب العالي العثماني، وعودة "الدولة العثمانية" الا أن سقط في الإمتحان، في معركته في مصر. وكتب المحرر السياسي في إفتتاحية الخليج : يتخيل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن السلطنة العثمانية مازالت حية ترزق، وأنه "الباب العالي" الذي يأمر فيطاع، وأن الدول العربية لمّاتزل ولايات عثمانية . هكذا يتخيل أردوغان الذي التبست عليه الأمور في تعاطيه مع الدول العربية، فأضاع الهدف وسقط في امتحان النرجسية الذي تلبّسه منذ تولى عرش تركيا، عندما راح يسوّق نفسه حامياً لفلسطين ومدافعاً عن قضيتها، إلى درجة الإسراف في المزايدة لعله يحظى بشرف القيادة الإقليمية . . لكن من دون أن يقطع الحبال السرية مع تل أبيب، وتلك المعلنة مع حلف الأطلسي . وجاء موقف أردوغان من ثورة مصر العظيمة ليكشف ستراً ويسقط ورقة التوت، وكيف كانت تركيا أردوغان تقود معركة “التنظيم الدولي للإخوان” للهيمنة على المنطقة من خلال شعارات ومواقف زائفة . وكيف كانت ترمي ما لذّ وطاب من مواقف شعبوية بمثابة طعم لتمكين “الإخوان” وتعضيدهم في مصر وغيرها، في إطار مشروع إحياء “الخلافة” وتوليه خلافة المسلمين . أجل، كان موقف أردوغان من ثورة مصر تعبيراً عن فشل مشروعه التخريبي لاستعادة مجد غاب واختفى ولن يعود . حاول تصوير نفسه ناصحاً ومعلماً وواعظاً في الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان على غرار حلفائه الأطلسيين، لكن أحداً لم يصغ إليه، لأن الذي بيته من زجاج لا يرمي الآخرين بالحجارة، والذي قمع مظاهرات “ساحة تقسيم” بعنف ووحشية، ووصف المتظاهرين ب “الخونة واللصوص” لا يحق له أن يعطي المواعظ والدروس للآخرين، والذي يزج في السجون بعشرات الصحافيين والإعلاميين وبما لم تشهده تركيا من قبل لا يحق له أن يتحدث عن الحرية وحقوق الإنسان . وعلى كل حال، لم تعد تركيا الآن هي نفسها تركيا من قبل، فالشعب التركي بات يدرك حقيقة أردوغان وحزبه (العدالة والحرية)، ولم يعد بالإمكان مواصلة التدليس والتمويه عليه . حتى المؤسسة العسكرية التي عمد إلى محاصرتها وتقييدها ليس بإمكانها مواصلة الصمت . إذا لم يكن في القريب العاجل، ففي المستقبل القريب لابد أن يصحح الشعب التركي المسيرة ويقوّم الإعوجاج، وتظاهرات “تقسيم” كانت البداية ولن تكون النهاية . على أردوغان أن يكف عن هذا الهذر، فليهتم بشؤونه وشؤون بلده، وعليه أن يتلمس رأسه لأن ما يفعله من تدخل سافر في شؤون مصر وبلاد العرب لن يكون من دون ثمن . وهذه الأفواج من الإرهابيين التي يتعهدها ويرسلها إلى بلاد العرب للتدمير والتخريب، لا تعفيه من نتائج ما يزرع، وسوف يدفع الثمن . ولعل بعض العرب يدركون خطأهم أيضاً في التوقف عن الانخراط في مشاريع مشبوهة يشارك فيها أردوغان وغيره، في تخريب دول عربية وتمويل عمليات إرهابية تستهدف العزل والأبرياء من أطفال ونساء هنا وهناك . ليس مطلوباً من هذه الدول أن تسير على نهج دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت والبحرين في دعم ثورة الشعب المصري . . إنما نطالبها بالكف عن التدخل وتبذير أموال وإضاعة جهد في غير موقعه . أما مصر وثورتها العظيمة، فلن تغير مواقف أردوغان في صمودها وقوتها ووحدتها وقدرتها على الانتصار . . وارفعوا أياديكم عن مصر .