لم تكن "الفيوم" كمحافظة من أهم معاقل الإخوان المسلمين ، بمنأى عن أحداث ما بعد فض إعتصامي رابعة والنهضة ، حيث حاولت الجماعة لثلاث مرات إغتيال الدكتور حازم عطية المحافظ الجديد ، لولا تدخل القيادات العسكرية بالمحافظة وحمايته . وكان إقتحام مبنى شرطة النجدة بمدينة الفيوم الأربعاء الماضي ، هو أول رد فعل للجماعة على فض إعتصامي النهضة ورابعة العدوية بالقاهرة ، فقامت بسرقة جميع الأسلحة والذخيرة الموجودة بالمبني ، بالإضافة لسرقة 30 سيارة شرطة ، ومقتل احد الضباط وإصابة عدد من الضباط والعساكر ، وفي الوقت نفسه إقتحمت عناصر الجماعة قسمي شرطة السنورس ويوسف الصديق ، وقاموا بسرقة جميع الأسلحة الموجودة به . ثم توجهت عناصر الجماعة إلى مبنى ديوان عام المحافظة ، الذي ينتمى أغلب موظفيه لجماعة الإخوان المسلمين - والذين إنسحبوا من المبنى قبل إقتحامه بمدة زمنية - ، وبدأ أنصار مرسي في إطلاق الرصاص الآلي والمولوتوف على المبنى والقوات المنوطة بتأمينه ، وبعد تبادل لإطلاق الرصاص من أنصار الجماعة أعلى أسطح " دله" ، وقوات الأمن ونفاذ ذخيرة ضباط الداخلية ، إضطرت القوات للإنسحاب. وإصطحب العقيد وليد عيسى مجاهد المستشار العسكري وبصحبته أحد الرواد بالقوات المسلحة ونقيب سرية الفهد بالمحافظة ، محافظ الفيوم الدكتور حازم عطية إلى إحدى المدرعات التابعة للقوات المسلحة ، والتي لم تسلم أيضاً من إطلاق أنصار الجماعة وابل رصاصها عليها ، في محاولة لإغتيال المحافظ والضباط المصاحبين له ، خاصة بعد تنصيب المستشار العسكري السابق نبيل عبدالحميد محافظا للفيوم خلفاً لجابر عبد السلام المحافظ السابق للفيوم ، والذي كان عضواً بارزاً بالجماعة بالفيوم ، بعد عزل مرسي في 3 يوليو الماضي . ثم قام أنصار الجماعة بإقتحام المحافظة وسرقة جميع ما به ، ومن ثم إحراقه وإحراق جميع سيارات المحافظة والسيارة الخاصة بالمحافظ وإصابة سائقه ببلي خرطوش في الكتف ، وحرق الدراجة البخارية المكلفة بتأمين المحافظ من وزارة الداخلية ، وإصابة مجند أمن مركزي بطلق ناري في الفخذ الأيمن . وإستمر إختفاء المحافظ من الأربعاء حتى أمس السبت ، الذي دعا فيه الموظفين للحضور لمبنى المحافظة لحصر التلفيات ، وتوجهوا بعدها إلى الوحدة المحلية لمدينة الفيوم للإجتماع معهم ، وقبل ذلك بدقائق أجرى موظفي الإخوان بالمحافظة إتصالات بأنصارهم وأبلغوهم بمكان وجود المحافظ ، وعلى الفور وصلت معلومات للمستشار العسكري بتوافد أنصار مرسي لمبنى الوحدة المحلية للفيوم ، الأمر الذي إستدعاه وبصحبته العميد نبيل عبدالحميد أمين حزب فرسان مصر ورئيس اللجان الشعبية بالمحافظة ، وأحد الرواد بمكتب المستشار العسكري ، لإصطحاب المحافظ مسرعاً وإخراجه وتأمينه خارج مجلس المدينة . وإجتمع بعدها المحافظ مع اللواء الشافعي حسن مدير أمن الفيوم ، والعميد محمد الشيمي مدير المباحث ، والمستشار العسكري وطاقم مكتبه والعقيد أركان حرب ياسر الحسيني قائد تأمين الفيوم والعميد نبيل عبدالحميد أمين حزب فرسان مصر رئيس اللجان الشعبية ، لوضع خطة لفرض حظر التجوال وتطبيقه داخل المحافظة وإحكام السيطرة عليها ، والقبض على العناصر الإجرامية التي عُرفت بإحداث الشغب والعنف داخل المحافظة . وتم وضع الخطة بالتعاون بين القوات المسلحة وقوات الشرطة الميدانية ، وبدأ تنفيدها لليوم الأول أمس السبت .