وصفت مجلة "كومنتاري" الأمريكية جماعة "الإخوان" بأنها تمثل تهديدا رئيسيا لمستقبل مصر والمصالح الأمريكية على حد سواء. وأشارت المجلة، في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني مساء اليوم "الأربعاء"، إلى أنه بينما يقضي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري معظم وقته باحثا عن وسيلة لإحياء عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تبدو الإدارة الأمريكية باذلة كافة جهودها لإيجاد أسلوب مناسب للتعامل مع التطورات التي تشهدها مصرحاليا. وقالت المجلة إلى أنه بعد عام من دعم حكومة الإخوان في مصر، استيقظ فريق السياسة الخارجية بإدارة أوباما على قرار عزل مرشح الإخوان من منصبه كرئيس للبلاد.. متهمة هذه الإدارة بالتأخر في إدراك التهديد الذي تمثله الجماعة على مستقبل البلاد أو المصالح الأمريكية. ورأت أن عدم تسمية تدخل الجيش المصري في الأحداث الأخيرة بالانقلاب، والامتناع عن ممارسة الضغط لإطلاق سراح الرئيس المعزول محمد مرسي إنما يصب في مصلحة الإدارة الأمريكية. ورصدت "كومنتاري" اعتقاد كثير من المحللين بأن هذا هو الوقت الذي يتعين فيه على واشنطن استخدام نفوذها للضغط على القاهرة لاحترام حقوق شعبها الإنسانية وإتاحة الفرصة لمعارضة معتدلة على نحو يمكن معه على نحو تدريجي إرساء قواعد الديمقراطية بعد فترة انتقالية. ورأت المجلة الأمريكية أن دعم واشنطن على مدى عقود لأنظمة استبدادية على غرار نظام حسني مبارك في مصر باسم الحفاظ على الاستقرار كان بمثابة خطأ استراتيجي..قائلة إن دعم الديمقراطية ليس مجرد تعبير مثالي وإنما هو استثمار يؤتي ثماره على المدى البعيد. ونوهت المجلة عن أن ما تمخضت عنه ثورة عام 2011 في مصر، ضمن ما عرف باسم الربيع العربي، لم يكن أبدا في الحسبان. وقالت إن معضلة الإدارة الأمريكية إزاء مصر اليوم ليست ما إذا كانت ستتعاطى مع حكومة عسكرية ولكن السؤال هو "هل ستفعل الإدارة ما بوسعها لدعم جهود هؤلاء القادة الجدد لضمان عدم عودة الإخوان إلى الحكم محاولين إعادة تشكيل مصر طبقا للصورة التي في أذهانهم؟ وقالت إنه على الرغم من أن دعم الديمقراطية إحدى الصفات الأصيلة للسياسة الخارجية الأمريكية، إلا أنه يتعين على واشنطن أن تدرك أن التهديد الرئيسي لكل من المستقبل المصري والمصالح الأمريكية على السواء يتمثل في جماعة الإخوان وليس في خصومها من العسكريين. ورأت "كومنتاري" أن أي جهد أو ضغط أمريكي يؤدى فى النهاية الى السماح لجماعة الإخوان بالعودة إلى السلطة ولو عبر وسائل سلمية يعتبر بمثابة خطأ استراتيجي على غرار العام الماضي الذي قضته الإدارة الأمريكية في دعم حكومة مرسي. وقالت المجلة الأمريكية إن تيار الإسلاميين، مثله مثل كافة الحركات الشمولية، يستخدم الديمقراطية كأداة لإحراز السلطة رغم أنه لم يؤمن بها مطلقا ولا هو يلتزم بها حال اعتلائه سدة الحكم. ولفتت إلى أن هذه النقطة طالما تم توضيحها من قبل مرات عديدة على مدار القرن العشرين، ولكنها بعد عزل مرسي مطلع الشهر الجاري على هذا النحو الذي قضى على كافة تطلعاته نحو التمكين والهيمنة، باتت أكثر وضوحا في مصر. ورأت أن هذا التدخل من قبل الجيش لعزل مرسي، كان بمثابة الفرصة الأخيرة أمام القوى العلمانية والليبرالية في مصر لوقف المد الإخواني قبل فوات الأوان. وقالت إن جماعة الإخوان لو كانوا تمكنوا أكثر من السلطة، لاستحالت فكرة إمكانية خروجهم منها عبر وسائل سلمية. وأضافت أن الجيش هو الطريق الوحيد لخلق مساحة ديمقراطية حتى ولو كانت ضيقة لضمان استبعاد الجماعة نهائيا من مراكز القوة. وعليه رأت "كومنتاري" أنه بدلا من حث الجيش على إتاحة مخرج سياسي للاخوان، يتعين على واشنطن دعم الجهود الرامية إلى القضاء على خطر صعود جماعة إخوانية جديدة إلى السلطة.