قال نشطاء إن عشرات الأشخاص قتلوا في مدينة حمص بوسط سوريا اليوم -الخميس- إثراندلاع أعمال العنف مجددًا بعد يوم واحد من قبول الحكومة خطة الجامعة العربية لسحب الجيش من المدن وبدء محادثات مع الثوار. وأكد شاهد -طلب عدم نشر اسمه- انه رأى عشرات من جثث المدنيين في المستشفى الوطني الذي تسيطر عليه قوات الأمن. وقال نشطاء إن 19 شخصًا آخرين قتلوا في قصف بالدبابات في حي باب عمرو معقل المحتجين المناهضين للرئيس بشار الأسد وفي اطلاق نار من جانب قوات الأمن في مكان آخر في حمص. وتتعرض سوريا لضغوط متزايدة لوقف حملة قمع المتظاهرين التي تقول الاممالمتحدة انها أسفرت عن سقوط اكثر من 3 آلاف قتيل. ووافقت سوريا يوم الأربعاء على خطة وضعتها جامعة الدول العربية لسحب الجيش من المدن والافراج عن السجناء السياسيين وإجراء محادثات مع المعارضة. وتلقي السلطات السورية بالمسؤولية على متشددين اسلاميين وعصابات مسلحة تقول انها قتلت 1100 فرد من الجيش والشرطة. وأطلع نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أعضاء من المجلس الوطني السوري -جماعة المعارضة الرئيسية- على خطة الجامعة العربية في القاهرة. ومن جانبه قال سمير نشار -عضو المكتب التنفيذى للمجلس الوطنى السوري المعارض- "لم نتحدث بعد الاجتماع مع الأمين العام للجامعة العربية عن حوار مع النظام." وأضاف نشار "فقط عرضنا الدخول فى مفاوضات لانتقال السلطة من نظام استبدادى الى نظام ديمقراطى وطالبنا بتنحي بشار الأسد عن السلطة." ورفض منتقدو الأسد عروضه السابقة بإجراء حوار وقال بعضهم إن إراقة الدماء يجب أن تتوقف بينما قال آخرون إن استقالته وحدها هي التي يمكن أن توقف الصراع. وتساءل برهان غليون -المُقيم في باريس وأحد الشخصيات البارزة في المجلس الوطني- عما اذا كانت سوريا ستنفذ هذه الخطة. وكتب غليون في صفحته على "فيس بوك" ان النظام قبل المبادرة العربية خوفا من عزلته بين الدول العربية ومن ضعفه وعدم وجود خيارات. لكنه قال ان قبولها لا يعني أنه سيلتزم ببنودها. واحتفل بعض المتظاهرين بقبول سوريا مبادرة الجامعة العربية ولكن سكانا ونشطاء قالوا ان القوات لا تزال في مكانها في المدن وان العمليات الأمنية ما زالت مستمرة لاسيما في حمص. وفي حمص أطلقت الدبابات مدفعيتها الثقيلة ونيران مدافع مضادة للطائرات في منطقة باب عمرو معقل الاحتجاجات والذي شهد عمليات من الجيش في مواجهة ثوار يختبئون هناك. وقال نشطاء ان عشرة مدنيين على الاقل قتلوا في القصف في منطقة باب عمرو وفي أعمال عنف في أماكن أخرى في حمص المدينة التي تقع في وسط سوريا ويسكنها مليون نسمة حيث يطلق قناصة تابعون للجيش النار من فوق أسطح المنازل كما ان الجنود يطلقون النار عند نقاط التفتيش. وقال سامر -أحد الناشطين في باب عمرو- "نمنا في وقت متأخر لأنه كانت هناك تجمعات الليلة الماضية في الشوارع للاحتفال بالمبادرة العربية، هذا الصباح استيقظنا على الأمطار ووابل من القصف." وقال آخر من سكان المدينة انه سمع دوي انفجارات تهز المدينة وكان نشطاء يدعون الناس الى التبرع بالدم في مستشفيات مؤقتة أقيمت في وسط حمص وحولها. وقال نشطاء وسكان ان تعزيزات من الجيش وصلت الى حواجز طرق في بلدات في أنحاء سهل حوران الجنوبي حيث اطلقت القوات النار في الهواء لتفرقة الاحتجاجات الليلية. وذكر نشطاء أنه في الصباح الباكر أطلق رتل من المدرعات نيران الاسلحة الآلية في الهواء بعد دخول قلعة في وادي الغاب الذي شهد احتجاجات واصبح ملاذا للمنشقين عن الجيش. وفي ضاحية حرستا بدمشق قال أحد السكان انه ألقي القبض على نحو 120 محتجا ليل الأربعاء بعد الاحتفال باتفاق الجامعة العربية. وتجعل القيود الصارمة التي تفرضها سوريا على وسائل الاعلام من الصعب التحقق من صحة الحوادث على الارض منذ أن بدأت الانتفاضة في مارس. وتدعو خطة جامعة الدول العربية سوريا للسماح للصحفيين وكذلك مراقبين من جامعة الدول العربية بدخول البلاد. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الاربعاء انها تضغط على سوريا كي تمنحها حرية وصول أكبر الى آلاف المحتجزين الذين اعتقلوا في الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وتزيد العقوبات الغربية والانتقادات المتزايدة -من تركيا ومن جيران سوريا العرب- الضغوط على دمشق لإنهاء إراقة الدماء. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي يرأس لجنة جامعة الدول العربية التي طرحت الخطة التي تم الاتفاق عليها في القاهرة ان أعضاء اللجنة سعداء بالتوصل الى هذا الاتفاق وانهم سيكونون اكثر سعادة حين ينفذ على الفور. ورحبت الصين التي قاومت هي وروسيا فرض عقوبات من الأممالمتحدة على سوريا بخطة الجامعة العربية. وقال هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية "نعتقد انها تمثل خطوة مهمة نحو تهدئة الوضع في سوريا والشروع مبكرا في عملية سياسية شاملة بمشاركة كبيرة من جميع الاطراف في سوريا." وعلى الرغم من أحدث أعمال عنف قال سامي بارودي وهو محلل سياسي في الجامعة الامريكية ببيروت ان من السابق لأوانه اصدار حكم على ما اذا كانت سوريا ستحترم هذا الاتفاق. وقال بارودي ان معرفة ما اذا كانت حدة العنف ستقل أم ستزيد أم ستظل كما هي سيستغرق يومين على الاقل. وأضاف أنه لا يرى أن من الصواب التخلي عن هذه المبادرة بسبب عدم تحقق شيء على الفور. وبعد الاعلان عن الاتفاق في القاهرة طالبت الولاياتالمتحدة مجددا الرئيس السوري التنحي. ولم تعلق الجامعة العربية عضوية سوريا كما لم تؤيد التدخل الدولي كما كان الحال مع نظام معمر القذافي الزعيم الليبي الراحل الذي اطاح به مقاتلون مدعومون من حلف شمال الاطلسي.