سر الصحفي الكبير الذي قدم أدلة إدانة "الدريني".. ولماذا طلب "الزعيم" استمرار حبسه ألقت أجهزة الأمن بالجيزة، مساء الثلاثاء، القبض على محمد الدريني، القيادي الشيعي، في منزله بالهرم وبحوزته أسلحة نارية.. القضية لاتتوقف عند هذا الحد بل إن الأمر وراءه قصة طويلة تروي "المشهد" تفاصيل الحكاية من الألف للياء. تلك الأسرار حصلنا عليها من صحفي كبير يشغل منصبا رفيعا بإحدى أهم المؤسسات القومية، والذي كان يجري حوارا مع القيادي الشيعي عندما فوجئ برجال الأمن يقتحمون المكان ويلقون القبض على كل من في المكان.. وكانت المفاجأة أن الفيديو والتسجيل الصوتي، كانا أهم أدلة الإدانة، مع بعض الأسلحة والذخائر.. وزاد موقف الدريني صعوبة أن تفريغ الفيديو والتسجيلات أثبت أنه كان يهدد الرئيس مرسي بأن الشيعة لن يسكتوا على الاعتداء عليهم وأنهم قادرون على الدفاع عن أنفسهم. وقالت أسرة الدريني إنه تقدم بعدة بلاغات للنائب العام وجهات أمنية مؤخرًا بشأن تلقيه تهديدات بالاعتداء على الأسرة من مجموعات سلفية ولم تتحرك الأجهزة الأمنية، ما دعاه لتأمين منزله بالسلاح. النيابة بدأت مباشرة التحقيقات، صباح الأربعاء الماضي. وجاء القبض على "الدريني" بعد أيام من مذبحة قرية "أبو مسلم" بالجيزة، والتي راح ضحيتها 4 مواطنين شيعة، بينهم الشيخ حسن شحاتة، بعد أن هاجم مئات الأهالي منزلًا كانوا مجتمعين فيه وسحلوهم في شوارع القرية. واتهم ناشطون شيعة الشرطة بالتقصير في منع المذبحة، رغم وجود تعزيزات أمنية بالقرية. وأمرت نيابة حوادث جنوبالجيزة، بحبس5 متهمين في الجريمة، وحجز 3 لاستكمال التحقيقات معهم، ووجهت النيابة لهم تهم "القتل، والشروع في القتل، وحيازة أسلحة، وتكدير الأمن العام". وتم العرض على قاضى المعارضات بمحكمة جنح الهرم المستشار حاتم الصوفومثل أمامه القيادى الشيعى محمد الدرينى ومحاميه أكرم مجدى ملطى والذى طلب بالإفراج عنه وتسليمه السلاح مرة ثانية، وذلك لأنه مستهدف من قبل الإخوان والجماعات السلفية التى هددته صراحة بالتصفية وتهدد كل المصريين الشيعة أو المرتبطين بآل البيت، مستشهداً بما حدث فى قرية أبو مسلم حينما قتل بعض الأشخاص المنتمين إلى الجماعات الدينية والسلفية القيادى الشيعى حسن شحاتة وابنه وشخصين آخرين فى الوقت الذى كانت فيه حشود من الشرطة تقف عاجزة على بعد 100 متر من مكان الحادث ولم تستطيع فعل شىء لكبح جماح المهاجمين للرجل وراح ضحية لذلك. ودفع أكرم مجدى المحامى أمام قاضى المعارضات بأن الحيازة غير مؤثمة إنما طبقا للقانون أن المؤثم هو استعمال سلاح نارى بدون ترخيص والحيازة محدداتها لم يتحقق فى حالة محمد الدرينى. وقال القيادى الشيعى محمد الدرينى أمام قاضى المعارضات أن السلاحين المضبوطين يخصانه وأنه كان مضطراً لحيازتهما لأنه تعرض للعديد من التهديدات بقتله والتخلص منه ومن أولادة مما دفعه إلى الاستنجاد من قبل برئيس الجمهورية وبوزارة الداخلية وبالنائب العام ولم يجد أى صدى أو إجراء من قبلهم. ونوه الدرينى إلى أنه من كثرة التهديدات التى تعرض لها منذ قتل حسن شحاته والثلاثة الآخرين اضطر إلى استئجار شقة مفروشة، وانتقلت إليها أسرته، بينما كان يستخدم الشقه بمفردة خشية على أولاده وإبعاد أى مهاجم عليهم من الإخوان أو الجماعات السلفية التى تهدده. وقال الدرينى أنه لا يحوز السلاح لكى يقوم بعمليات إرهابية أو تطاول على أحد إنما كان الغرض من ذلك هو حماية أسرته وأولادة بعد أن غل الإرهابيون يد الشرطة وساهموا فى منعها من آداء واجباتها فى حماية المواطنين. وكشف الدرينى عن مفاجأة أمام المحكمة وأيدتها الشرطة من أن أحد السلاحين المضبوطين كان غير صالح للاستعمال حيث إنه مصاب بعطب شديد يمنع أى شخص من استخدامه لانحشار إحدى الرصاصات داخل الماسورة وكسر إبرة ضرب النار بها، وبالتالى يمكن القول بأنه تم ضبط بندقية واحدة صالحة ظاهرية للاستعمال، وأخرى معطوبة لا تصلح للاستعمال وأنها مجرد قطعة حديد. المفاجأة المثيرة التي كشفها الصحفي الكبير الذي روى ل "المشهد" أسرار القضية أن الدريني نفسه لم يغضب لقرار النيابة العامة بحبسه على ذمة التحقيق بل إنه أبدى للمحققين رغبته في استمرار حبسه حتى تمر فترة الاضطرابات الراهنة؛ خوفا من تنفيذ الإخوان والسلفيين لمذابح جديدة يكون هو وأسرته من ضحاياها!