اعترضت الجبهة السلفية على لهجة بيان الجيش مؤخراً واعتبرته غاية في الحسم ولم تخل عباراته من التهديد والوعيد، في محاولة للفت الانتباه إلى جدية المهلة الممنوحة سابقاً للتيارات السياسية ومدى إصرار الجيش على إثبات وجوده في المشهد. أكد بيان الجبهة أنه لو كان بنية العسكري الانقلاب على الشرعية السياسية والقانونية لما كان بحاجة إلى إصدار مثل هذا البيان وإنما أراد الضغط على كل الأطراف لإيقاف الصدامات المحتملة وما قد يسيل بسببها من دماء ولكن بدا وكأن هذا يتعدى على مقام ومكانة الرئاسة ولعل هذا مما دفع بمعارضي الرئيس لاعتباره انتصاراً لهم. تابع البيان أن الجيش لا يمكن أن يغفل وجود القوى الإسلامية العريضة وداعميها خاصة في صعيد مصر وسيناء وأن المواجهة معهم لن تكون سهلة في حالة محاولة الإطاحة بالرئيس المنتخب ومؤسسات الدولة ونظامها القانوني، وربما كان من أهداف البيان جس نبض تلك القوى واختبار حضورها بالشارع. وتوقعت الجبهة أن الجيش سيتقدم بخارطة طريق بالفعل ولكن بعد موافقة الرئاسة عليها وسيضغط بالتالي على بقية التيارات المعارضة للقبول بها وعنده بلا شك من القوة والفعالية ما يمكنه من الوصول لهذا الغرض وكذلك نرى أنه لن يتسامح مع من يخططون لهدم الدولة كدولة ووطن من أجل إسقاط الرئيس مهما كان القصور في أدائه وخاصة من يتعاملون مع بعض القوى في الداخل والخارج لتحقيق هذا الهدف مع تيقن المؤسسة العسكرية من هذا بما تمتلكه من مصادر للمعلومات. شددت الجبهة على ضرورة نزول الجماهير والقوى الإسلامية بكل قوة لدعم الشرعية السياسية والقانونية والتأكيد على حفظ قيمة الدولة المصرية، وكذلك لابد من الضغط على الرئاسة لتحقيق مطالب الجماهير العاجلة والملحة والضرورية وتطهير مؤسسات الدولة من الفساد والمفسدين. طالب البيان الجميع مراعاة التأني والتحفظ في تصريحاتهم تجاه المؤسسة العسكرية والجيش المصري خاصة في هذه المرحلة الحرجة والحساسة ونخص بالذكر بعض وسائل الإعلام وبعض الفئات السياسية.