تحولت السويس االى مايشبه ثكنة عسكرية من كثرة المعدات وتواجد أفراد القوات المسلحة، بينما تعقد اجتماعات محمومة وترتيبات طرفاها الاحزاب المدنية والقوى الثورية من جانب والأحزاب الاسلامية من جانب آخر لوضع خطط نهائية لتحركات الساعات المقبلة ورسم ملامح يوم 30 يونية المنتظر ، وبينما يعد كل طرف عدته تتأهب المستشفيات وترفع استعداداتها خوفا من صدامات تخلف قتلى وجرحى. فقد عقدت جبهة الإنقاذ بالمحافظة اجتماعا بمقر الحزب المصرى الديموقراطى للوقوف على فعاليات يوم 30 يونيه، وتشكيل غرفة عمليات لمتابعة وتنظيم المسيرات على مدار اليوم واسفر الاجتماع عن اختيار قيادات حزبية وسياسية، لتنسيق التحركات الميدانية، تضم عبد الحميد كمال عضو المكتب السياسى لحزب التجمع وسيد أبوطالب القيادى بالحزب الناصرى وطلعت خليل رئيس لجنة حزب غد الثورة بالسويس وعادل أبو عيطة أمين حزب الكرامة بالمحافظة ومحمد أبو مصر منسق حركة حقوق الناخبين بالسويس وميدو هلال من شباب حزب المؤتمر، وتم اختيار أحمد عامر كمنسق إعلامى للجنة. أيضا تم تشكيل لجنة تنسيق العموم،تضم أحمد الكيلانى عضو الجبهة الوطنية للتغيير ورضا مبروك أمين الحزب المصرى الديموقراطى، ولجنة إعلامية تضم على أمين رئيس لجنة حزب الوفد ومحمد عبد الرازق أمين الحزب الناصرى كمتحدثين إعلاميين تضاف إلى ذلك لجنة رابعة من شباب جبهة الإنقاذ للتواصل مع المواطنين خلال التظاهرات، وتضم وجدى السيد وأحمد نجيب ممثلين عن حزب المؤتمر، وأشرف حافظ، وأيمن عبد المنعم وأحمد السيد. واتخذ اجتماع جبهة الإنقاذ عدة قرارات، أهمها عدم السماح لأى مواطن بحمل أى سلاح أو آلة حادة بالدخول للميدان، أو المشاركة فى التظاهرات، ورفض أى هتافات ضد القوات المسلحة أو الشرطة لتحييد المؤسسة العسكرية، وعدم ترديد أى هتافات معادية ضد أى فصيل أو تيار سياسى ، والتركيز على هدف ومطلب واحد هو الانتخابات الرئاسية المبكرة. وتم تحديد أماكن انطلاق المسيرات التى ستتوافد من ميادين "الخضر والترعة وشارع المدينةالمنورة، وشارع أحمد عرابى التجارى، وضواحى حى الأربعين" على ميدان الشهداء من مختلف أنحاء المحافظة، وستتشكل لجان شعبية من شباب الميدان لتأمين المسيرات ، كما يتم إنشاء غرفة عمليات ومستشفى ميدانى بحديقة سينما مصر بشارع الجيش لتكون على مقربة من الميدان. ويقول أحمد عمران، رئيس اللجان الشعبية بالمحافظة إلى أن عدد الشباب المشاركين فى أعمال التأمين يتجاوز 950 شخصا باللجان الشعبية، على استعدادا للمشاركة من مساء اليوم لتأمين التظاهرات التى ستشهدها شوارع المدينة. مدرعات القوات المسلحة تنتشر بشكل غير مسبوق على مداخل ومخارج المدينة من كل الاتجاهات ، فيما سبق كان يتم التركيز على مداخل ومخارج سيناء ومجرى قناه السويس إلا أنها هذه المرة تطوق المدينة من كل الاتجاهات، فالمدرعات تنتشر بطول المجرى الملاحى للقناه السويس ، ووحدات بحرية تحرس مدخل القناة من اتجاه البحر الاحمر ، وطائرات هليكوبتر تحلق بطول المجرى الملاحي.
القوات المسلحة تؤكد أنه لا تهاون فى تأمين كافة المنشآت الحيوية، وفى مقدمتها المجرى الملاحى لقناة السويس ومبنى إرشاد السفن على حد ما أعلن قائد الجيش الثالث الميداني ، فقواته تقف فى حالة استعداد وترقب أمام مبنى الإرشاد وبطول منطقة بورتوفيق وأمام جميع الموانئ وشركات البترول وطريق العين السخنة وبمحيط ديوان المحافظة . وهي على الدوام تصدر تنبيهات أنها لن تسمح بأي عبث أو تخريب فى المنشآت العامة ، كما لن يتعرض أحد لمظاهرة سلمية. ولكي تسير الأحداث دون أي تخريب عفوي أو متعمد يكثف قادة الجيش هناك اجتماعاتهم مع رموز القوى الشعبية واللجان الشعبية ، والهدف طمأنة المواطنين والتأكيد على حمايتهم من اى شغب . الشرطة أيضا رفعت الاستعداد إلى الدرجة القصوى لتأمين جميع الأقسام وعلى رأسها قسم شرطة عتاقة ، الذي يضم السجن العمومى للمحافظة وانتشرت بجميع الطرق الصحراوية ، حيث يجري تكثيف الكمائن على طرق مصر السويس والعين السخنة، والإسماعيلية والبحر الأحمر. تعليمات مشددة يجري تداولها بالدفاع عن مديرية أمن السويس وعدم السماح مطلقا باقتحامها والتعامل بقوة مع أى محاولة لهذا الغرض، واضعين ثقتهم في وعى شباب الثورة والتوجه العام بالحفاظ على سلمية المظاهرات، وعدم تعرضها للممتلكات عامة كانت أم خاصة. مديرية صحة السويس أيضا تشهد استعدادا مكثفا ، فقد تم تشكيل فرق انتشار سريع من الأطباء فى حال شهدت المدينة أى أحداث عنف ، قد تؤدي لسقوط مصابين، وتم وقف جميع الإجازات منذ أيام ، كما تحاول المديرية توفير أكبر قدر ممكن من أكياس الدم ، وتم تعديل جدول النوبتجيات والأطباء ، وتوفير 20 سيارة إسعاف تتمركز بالمناطق الحيوية، وعلى رأسها مديرية أمن السويس، وديوان المحافظة ومجمع المحاكم وميدان الأربعين ويقول مصدر طبي إن مديرية صحة السويس والمستشفى العام بالمدينة لديهما مخزون طبى يكفى لمدة 6 أشهر ولا يوجد أى أزمات فى حال وقوع أحداث عنف لاقدر الله.