أعادت صفقة مبادلة الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط ب 1027 معتقلا فلسطينيا، الاعتبار لفكرة المقاومة، بعدما عجزت عملية التسوية السلمية للصراع العربي - الإسرائيلي، في تحقيق مطلب أهالي هؤلاء الأسرى. ومنذ بدأت عملية التسوية في عام 1991، وذوو الأسرى يطالبون القيادات الفلسطينية بالضغط على إسرائيل لاطلاق سراح المعتقلين في سجونها، حتى وصل الأمر، ببعضهم لمقابلة الرئيس الأمريكي الاسبق بيل كلينتون في عام 1998، لمناشدته التدخل لتحرير أبنائهم. وعلى الرغم من محاولات فلسطينية متكررة للضغط على الحكومات الإسرائيلية، لفك أسر هؤلاء المعتقلين، بقي الوضع على حاله، حتى تمكنت المقاومة من اسر شاليط، وبالتالي الضغط على تل أبيب. أكثر من ذلك، اسقطت صفقة التبادل أحد أهم ثوابت الحكومات الصهيونية التي كانت ترفض شمول أي تبادل للأسرى مواطنين من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 48باعتبارهم خاضعين، لما تسميه اسرائيل السيادة الصهيونية، حيث شملت الصفقة أسرى في ال48. وأعاد هذا النجاح، الذي استقبلته الشعوب العربية بفرح عارم ، لما سبق للمقاومة اللبنانية وأنجزته في عملية تبادل الاسرى ففي عام 2004 كانت كبرى الصفقات، حيث لم يقتصر التبادل على أسرى من لبنان بل شمل جنسيات عربية متعددة، فضمت الصفقة : 23 اسيرا لبنانيا وخمسة سوريين، كل ذلك في مقابل ضابط المخابرات الحنان تننباوم وجثث 3 جنود كانوا قد قتلوا أثناء أسرهم عام 2000. وكان عام 1991 شهد عمليتي تبادل للأسرى بين حزب الله واسرائيل؛ الاولى في 21 يناير والثانية بعدها بثمانية اشهر وفيهما أفرج عن 25 و51 معتقلا، على التوالي، وذلك في مقابل جثة جندي اسرائيلي. وفي مطلع يوليو 1996 تسلمت إسرائيل رفات جنديين (يوسف فينك ورحاميم اليشيخ) المختطفين في فبراير 1986 وتم استبدالهم برفات 123 لبنانيا وفي نفس الوقت أطلق حزب الله 25 جنديا من جيش لبنان الجنوبي الموالي لاسرائيل. وفي يوم 25 يونيو 1998 أعاد لبنان إلى إسرائيل جثة الجندي" إيتمار إيليا" المقتول في كمين لحزب الله في أنصارية مع 12 عسكريا من الكوماندوس البحري الإسرائيلي أثناء مهمة خاصة لهم بلبنان في سبتمبر 1997، وتسلم حزب الله رفات حوالي 40 من أعضائه من بينهم هادي نجل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وفي 19 أبريل 2000 سرحت إسرائيل 13 معتقلا من سجن أيالوت، كما أفرجت في نفس السنة عن محمد البرزاوي الذي ظل معتقلا في سجن عسقلان منذ 1987، دون مقابل من طرف حزب الله.