أعلن وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعالون بأن محمد الدرة مازال على قيد الحياة، مؤكداً على أن الفيديو الذى تم بثه عام 2000 وهز العالم العربى بأكمله كان من ضمن ما وصفه ب"حرب إعلامية" ضد "إسرائيل. وكان مقطع فيديو استشهاد محمد الدرة وهو يختبئ خلف أبيه عام 2000 من نيران جنود الاحتلال التى لم تستجب لتوسولات أب حتى لا يقتلوا طفله، فى مشهد نقلته وكالة الأنباء الفرنسية لجميع دول العالم، وأثار غضب العالم العربى بأسره، وانطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ليعد بذلك الدرة واحد من أشهر الشهداء الفلسطنين. ونشرت صحيفة جيروزاليم بوست تصريحات وزير الحرب الإسرائيلى، على الرغم من أن جنود جيش الاحتلال قد أعلنت مقتل الدرة، مؤكدين على أن الجريمة وقعت عن طريق الخطأ وذلك لتخفيف حدة الانتقادات التي شنها الرأي العام العالمي مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وبحسب الصحيفة، فقد قام يعالون بتجهيز لجنة سرية لتقصي الحقائق الهدف منها معرفة ما إذا كان "الدرة" والذي أصبح عنوانًا لنضال الشعب الفلسطيني قد قتل بالفعل في سبتمبر عام 2000 أم أنه حي. وزعمت اللجنة في النهاية: إن الدرة لم يقتل كما أنه لم يصب ولو بجرح واحد، ولازال يعيش حياته بشكل طبيعي، وادعت أن الفيديو الذي شاهده العالم كله مفبرك ولا يثبت أن هناك قتلاً قد حدث، وإنما كان الطفل متأثرًا بوالده بفعل قنابل الغاز، على حد وصفها. وأكدت الصحيفة على أن قرار وزير الحرب بالتحقيق في حقيقة مقتل محمد الدرة جاء على خلفية اجتماعه مع الكاتب "ناشمان شاي"، وحصوله على كتاب بعنوان "الحرب الإعلامية تصل إلى العقول والقلوب"، حيث رصد فيه إشارة إلى تأثير واقعة استشهاد محمد الدرة على الرأي العام العالمي.