أكد وزير الأوقاف طلعت عفيفى فى خطبة، الجمعة اليوم، بالجامع الأزهر أن الحرية ليس معناها الانفلات وعدم وجود ضوابط وحدود، فبدون الحدود والضوابط تتحول الحرية إلى الفوضى كاملة، مشيرًا إلى أن عملية ضبط الحرية و تقنينها هى حماية لها. وقال إن من يمارس الحرية على أنها سباب وقذف ورشق بالحجارة و"المولوتوف"، وتعدى على الممتلكات الخاصة والعامة فهذه فوضى تنذر بفتنة شديدة ، مشيرًا إلى أن الإنسان يملك الحق دون أن يتعدى على حقوق الآخرين أو يمس ممتلكاتهم. وأوضح أن الله تعالى خلقنا أحرارا لا نذل لأحد و الحرية هى حق لكل إنسان كفله الله عز وجل فهى كالماء والهواء، مضيفا أن الاضطهاد و الظلم حرمه الله تعالى بنص القرآن الكريم. وتابع عفيفى فى خطبته أن الإسلام يريد للمسلم أن تعيش غير مقهور فى غير ظلم بل والدفاع عن المستضعفين، و أن فرعون الظالم أرسل الله تعالى له نبيا من أولى العزم كى يخلص الناس. وقال إن من أعظم أمثلة العدل ما فعله عمر بن الخطاب مع ابن عمرو بن العاص لما ضرب أحد المصريين فأمر عمر المصرى بضرب ابن عمرو وقال "متى استعبدتم الناس وقد خلقهم أحرارا" . وأضاف عفيفى أن الإسلام كفل حرية الاعتقاد و الفكر ولا قيود على التفكير، مشيرًا إلى أن الإسلام أمر بتحرير الفكر من الجمود والتقليد والهوى ولكن بما لا يخل بعقيدتنا وديننا. وأكد أن حرية الرأى كفلها الإسلام ولا حجر أو منع لرأى، وضرب لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة فى الاستجابة للرأى الآخر، مستدركا أن الحرية يعقبها حساب من الله تعالى على الصواب والخطأ فى الاعتقاد بعد التبيان لهما فى القرآن الكريم.