حاز الاعتذار الذي قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم، لنظيره التركي رجب طيب أردوغان عن هجوم قواته على سفينة "مافي مرمره" التركية في العام 2010، على مساحات واسعة في الصحافة والإعلام الأميركيين. فها هى قناة (سي إن إن) الأميركية تتابع ردود أفعال ذلك الحدث على شاشتها لحظة بلحظة، كما أن معظم الصحف الأميركية قد خصصت مكانا كبيرا في أخبارها الرئيسية لتغطية الاعتذار الإسرائيلي لتركيا. وقد ذكرت قناة (سي إن إن) في نشرتها الإخبارية أن اعتذار نتنياهو لنظيره التركي أردوغان عن الاعتداء، قد جاء عبر مكالمة هاتفية، أجراها الأول في مطار "بن غوريون" الدولي اثناء توديعه للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أجرى مباحثات مع نتنياهو الاسبوع الحالي خلال زيارته الرسمية له. واضافت تلك القناة أن هذه الخطوة تحمل أهمية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، على اعتبار أن البلدين تركيا وإسرائيل، حليفان رئيسيان لها في المنطقة. وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، أخبارا متعلقة بهذا الشأن، وضعتها في مقدمة أخبارها الرئيسية بموقعها الإلكتروني على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، واشارت في تلك الأخبار إلى أن الرئيس الأميركي هو من نظم الاتصال الهاتفي بين نتنياهو وأردوغان، وقالت في هذا الصدد "لقد نجح أوباما في نهاية المطاف في التوفيق بين قوتين إقليميتين كبيرتين، بعد أن فشل في ذلك على مدار سنوات". وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الأميركي طالب نتنياهو منذ وقوع الاعتداء بالإعتذار لتركيا، غير أن الأخير كان يرفض المطلب الأميركي مرارا وتكرارا. وأوضح الخبر أن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى رافقوا أوباما في رحلته لإسرائيل، قد ذكروا أن أوباما تناول مع نتنياهو موضوع الاعتذار خلال مباحثاته التي أجراها معه الاسبوع الحالي في تل أبيب، وشدد له على ضرورة اتصاله بأردوغان، والاعتذار له. ومن جانبها أكدت صحيفة (لوس انغلوس تايمز) أن الاعتذار الإسرائيلي لتركيا سيمهد الطريق لعودة العلاقات بين الحليفين القديمين إلى سابق عهدها، وهذا نفس الشيء الذي ركزت عليه صحيفة (يو إس أيه توداي) التي اشارت أن اعتذار أوباما جاء بناء على طلب أميركي، وأن أوباما هو من قام بترتيب الاتصال، وكان يقف إلى جانب نتنياهو اثناء حديثه مع أردوغان.